آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-05:08م

                    تدمير عدن ممنهج

الأحد - 19 مايو 2024 - الساعة 04:02 م
عبدالكريم الدالي

بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب




                      
شهدت عدن الامن والامان والاستقرار والتطور والنمو قبل الاستقلال الضائع في 30 نوفمبر 1967م في ظل حكومات ولاية عدن الثلاث المنتالية برئاسة كل من
                  1_ حسن البيومي
                  2_ زين باهارون
                 3_ عبدالقوي مكاوي
وحكومات عدن كانت من أبناء عدن حيت كان ولاءهم  الوطني عميق وصادق ومتجدر لمدينتهم عدن  ، لذلك لم تكن عدن كما اصبحت بعد 67م ساحة حروب للصراعات المناطقية على السلطة من منطلق من يسيطر على عدن يحكم الجنوب . كما ان موقع عدن الجغرافي الاستراتيجي المتميز في خط التجارة العالمية ببن الشرق والغرب ، وكما  كان هذا  الموقع الجغرافي المتميز  نعمة من الله  أصبح نقمة من محيطها الجغرافي الدولي والاقليمي والمحلي ، لذا كانت عدن من القدم عرضة للتأمر عليها خارجيا ومحليا وكانت اخر فصول المؤامرة على عدن التي مازالت تبعاتها على الواقع إلى يومنا ،  ماكان من بريطانيا بسبب خلافها  السياسي الكبير مع أبناء عدن في ستينات القرن العشرين  ، مما جعلها تتصرف بحماقة بأن تسلم  السلطة بعدن للجبهة القومية في 30 نوفمبر 1967م بذون وجه حق ، من خلال توقيع محضر تسليم واستلام سلطة في كنيسة الفتاة المسيحية في بروكسل وليست التوقيع على وثيقة استقلال مستعمرة عدن ، وارتكبت هذه الحماقة بعيدا عن مقرات الامم المتحدة وهذا تأكيد بعدم شرعية تسليم بريطانيا السلطة بعدن للجبهة القومية ، وكان نتيجة هذا التسليم للسلطة بعدن للجبهة القومية بذون وجه حق ماكان من   اغتصاب واستباحة لعدن أرض وثروة ، وحرمان أبناء عدن  من حقوقهم السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم وحقهم في السلطة المركزية والثروة والأرض والسكن والوظيفة القيادية ، ونهب وسرقة أموالهم وممتلكاتهم وبيوتهم باسم قانون التأميم الجائر وفصلهم من الوظائف القيادية المدنية والأمنية مع حرمانهم من الراتب ومستحقات مكافاءت نهاية الخدمة وتهجيرهم قسرا للخارج  ، غير  الزج بهم في المعتقلات والسجون وهناك من تم تصفيتهم جسديا على يد عصابات الاغتيالات ، ومنهم من لازال مصيرهم مجهول إلى يومنا  ، وبهكذا تكون بريطانيا بتحايلها على القرار الأممي لاستقلال مستعمرة عدن الدي كان المفروض ان يكون في 9 يناير عام 1968م بموجب قرار الأمم المتحدة بناء على توصية لجنة تصفية الاستعمار انداك  ،  أرادت التنصل من مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية والأدبية والمالية تجاة مستعمرتها عدن التي احتلتها 129 عام والدي ترتب على ذلك تعويض مالي على بريطانيا لصالح مستعمرة عدن بعد الاستقلال  مبلغ وقدره  60 مليون جنيه استرليني في حينه ،  كان مفروض على بريطانيا ان تدفعه لحكومة عدن بعد الاستقلال  ، الا ان بتهرب بريطانيا من  التزاماتها تجاه استحقاقات مستعمرة عدن بعد الاستقلال بتحايلها عن القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن  ، وبهكذا تكون بريطانيا فرضت واقع جديد مدمر لعدن بشكل ممنهج من خلال سلطة امر واقع مرفوضة من شعب عدن من العام 67م إلى يومنا ، سلطة امر واقع  تعتمد على ثقافة العنف والعنف المضاد والحقد والكراهية والفوضى   ، وبهكذا اصبحت  بريطانيا شريك لكل ما حدت ويحدت لعدن من يوم الاستقلال الضائع عام 67م  إلى يومنا ، وبالتالي تكون هي المسؤولة الأولى تجاه ماوصلت عليه عدن من دمار وفوضى وانهيار للاقتصاد والخدمات وإغلاق مرتكزات عدن الاقتصادية ( الميناء والمطار والمصافي )  ،،، وعليه تبقى على بريطانيا  مسؤولية قانونية وتاريخية  وأخلاقية وادبية وانسانية في انهاء مظلومية عدن الممتدة من الاستقلال الضائع في 67م إلى يومنا والدي كان بسبب تسليمها السلطة للجبهة القومية بذون وجه حق تحايلا على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن في 9 يناير 1968م ،،،، بهكذا تكون المحصلة ان كل ماحدث ويحدت لعدن من دمار هو عمل ممنهج وليس عفوي وبريطانيا هي اليد الخفية فيه  .

عبدالكريم الدالي