آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-07:57ص


الإدارة بالأزمات ،،

السبت - 18 مايو 2024 - الساعة 03:00 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب




هناك فرق كبير جداً بين مفهومي إدارة الأزمات ، والإدارة بالأزمات ،،،
(فإدارة الأزمات هو  فن السيطرة على المواقف الطارئة من خلال التنبؤ بالأزمات واستشعار ورصد المتغيرات الداخلية أو الخارجية المولدة لها ، وتعبئة الموارد المتاحة ورفع كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات لمواجهتها والتقليل من الخسائر إلى الحد الأدنى ) .

وأما الإدارة بالازمات ،،،
فهو أسلوب قذر ، ووسيلة خسيسة إخترعتها الصهيونية العالمية للسيطرة على مقدارات العالم ، وامتصاص ثروات الشعوب .

وتعرف الإدارة بالأزمات بأنها عملية توليد الأزمات وافتعالها ...وذلك بهدف إبعاد الأنظار عن المشكلات الحالية القائمة وتوجيهها إلى قضايا أخرى بعيداً عن المشكلات الحقيقية.

فهو إذن أسلوب يمارسه طرف محدد ضد طرف أخر خلال فترة زمنية محدودة لتحقيق غاية معينة .

وهناك عدة أهداف يراد تحقيقها من هكذا أساليب قذرة :
ولعل أبرز الأهداف لصناع قرار الإدارة بالأزمات ما يلي :
1- تغطية حالة الإخفاقات ، والعجز ، والفشل المالي والإداري .
2- تستخدم كأسلوب للسيطرة على ( المرؤؤسين ) بغرض تحقيق حاجات ورغبات طرف ما.
٣ - توجيه الرأي العام للإنشغال بقضايا ثانوية ، وإبعاده عن مجرد التفكير بقضايا مصيرية .

تبلورت ملامح هذه الوسيلة السيئة بوضوح مع بدايات القرن العشرين وبالتحديد منذ قيام الحرب العالمية الأولى ...
فخلال ما يربو على قرن من الزمان لم يشهد العالم استقراراً وإلى هذه الساعة ...
فهناك عصابة مارقة تفتعل الأزمات ، والحروب ، والصراعات ليعيش العالم على صفيح ساخن كي يتفرقوا لجمع الأموال ، وجني الأرباح من خلال إشعال تلك الحروب والصراعات.

وحتى يأتي هذا الأسلوب الخبيث ثماره اليانعة ....أوجدوا لهم _على أمتداد الكرة الأرضية _ أنظمة تتماهى مع هذا التوجه ..
مهمة تلك الأنظمة تنفيذ هذا المخطط الخبيث مع شعوبها ، وممارسة هذه الرذائل ضد مواطنيها ، ليتقاسم أولئك القاعدون على كراسي الحكم ثروات بلدانهم مع أسيادهم .

فإذا ما يممت ناظريك _ طول العالم العربي والإسلامي _ لرأيت كيف تختلق أنظمة الحكم الأزمات ، وتفتعل المشكلات ، وتولد المصائب لتجعل المواطن المسكين يفقد صوابه ، ويضيع حسابه ، ولا يدري أين يمناه من شماله !!
أزمات كظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده خلالها لم يكد يراها .

كل تلك الوسائل القذرة وكل تلك الأزمات المصطنعة ترسل رسائل للمواطن مفادها : ( أيها المواطن ، إحمد الله أنَّك على قيد الحياة ، وأشكر الزعيم أن قدم لك بعض الخدمات ، كتعليم رديئ ، وصحة شوها ، وقضاء مهلل ، وأمن لا يوفر الأمن ، وكهرب بالقطارة ، ومياه غير صحية وووووو ) .

فمثل هذه الخدمات ....الأصل فيها أن تُقدَّم بأعلى جودة ، وبأفضل الأساليب ، وبصورة مجانية ....لأنه يتم الإنفاق عليها من موارد البلد ، وليس من أموال الحاكم ...
لكن نتيجة لشطارة القيادة وافتعالها للأزمات تجعل المواطن يرى أنها منجزات للزعيم أو القائد أو الملك ....الذي يطل عليهم بين الفينة والفينة ليلقي الخطب الرنانة بأنَّ البلد تتعرض لمؤامرة ، وأنَّ الأمن القومي للدولة في مهب الريح ، وأنَّ على المواطن أنَّ يعصب على بطنه بعدة أحجار خدمة لأمن البلد واستقراره !!!

تلك الإشارات ( والتي يتبعها القائد باختلاق أزمات فعلية ....كأن يحرض مجموعات إرهابية بأحداث تفجيرات ، أو قتل ، أو فوضى ، وأحياناً يفتعل معارك وهمية مدفوعة الأجر سلفاً مع الجيران ، وتارة أخرى يتعمد بأن تتردَّى الخدمات العامة ، أو يطلق أيدي التجار يعبثون بأقوات الناس وووووو ) ...
كل تلك الإشارات تجعل المواطن يتحسس شعر رأسه ويرتجف خوفاً من المستقبل المجهول ...
فيبتهل إلى المولى سبحانه وتعالى.....أن يحفظ (القائد ، أو الزعيم ) لأنه هو وحده من يستطيع أن يدير البلد في مثل هذه الظروف الخطيرة .
( فخيوط اللعبة كلها بيديه) !!

وبهكذا أسلوب شيطاني تتقلص طموحات المواطن المغلوب على أمره...
فلا يفكر في تنمية ، ولا يطمح في رقي ، ولا يأمل في تحسين ظروف الحياة ، ولا يتجرأ بأن يطالب ( الزعيم حفظه الله ) في أن ينهض بالبلد وأن يستغل ثرواتها لخدمة الشعب .

ونحن في يمن الإيمان نعيش هذه الأزمات واقعاً ، ونراها عياناً ، ونتجرعها مُراً ...
حتى غدت طموحاتنا ، وأقصى أمنياتنا ....أن تولع الكهرباء ثلاث ساعات متتالية ( في ظل صيف لااااهب ) مقابل إنطفاء خمس ساعات !!
وسنعتبر هذا منجزاً عظيييييماً تُرفع له القبعات !!

لهذا نحن اليوم ......لم نعد نفكر في تنمية ، ولم نعد نفكر في حرية ، ولم نعد نطمح في تطور ورقي ، ولم نعد نأمل في تعليم يواكب متغيرات العصر ، ولا في خدمات صحية جيدة ولا .. ولا ..ولا ...
لأن الأزمات تتوالى علينا كأمواج البحر ...فتفقدنا صوابنا ولم تترك لنا فرصة أن تلتقط أنفاسنا ، فضلاً عن أن نفكر بما يصلح حالنا !!!
فمن أزمة الكهرباء ، إلى أزمة ارتفاع العملة ، إلى أزمة المشتقات النفطية ، إلى أزمة ارتفاع الأسعار ، إلى أزمة داعش وأخواتها إلى ، إلى ، إلى .......وإلى ما لانهاية .
وكل تلك الأزمات مصطنعة أيها الشعب المغفل !!!
فيا لها من شطارة !!!
فلك الله أيَّها الشعب المسكين ،،،

أرأيتم نتائج الإدارة بالأزمات ؟