آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


الشاعر العكر أحب المشقاص فخلدها شعرا

السبت - 11 مايو 2024 - الساعة 06:12 م

صالح مبارك الغرابي
بقلم: صالح مبارك الغرابي
- ارشيف الكاتب


اختصارا للعنوان أعلاه أتينا بلقب الشاعر مع أنه هذا اللقب طغى على الاسم وسار به معروف بين الناس
لكن لا باس لتعريف باسم هذا الشاعر للناس البعيدين أنه الشاعر الكبير سالم بن عمرو الغرابي الملقب والمعروف بالعكر وهو شاعر صقلته التجربة الشعرية الطويلة التي بدأها في سبعينيات القرن الماضي ومن تلك الفترة وهو يعطي ويقدم إبداعاته الشعرية واللحنية في كل مجالات وأغراض الشعر المختلفة وعوالم التلحين المتنوعة
أحب المنطقة الكبيرة المسماة جغرافياً المشقاص والتي تتوسط هذا المنطقة مديرية الريدة وقصيعر وماحولها من مناطق شرقا وغربا فأحبه اهلها وبادلوه نفس الحب
لكن علينا أن نعرف أنه لم يكن غريب على المشقاص فعروقه ممتدة في أكثر من
مكان في المشقاص إلا أنه بعد الانتقال المباشر إليها ظهرت محبته ومايكنه لها ولأهلها الطيبون أهل الكرم والجود في كثير من أشعاره وذاع صيت هذه الأشعار حتى سارت حديث الناس المتداولة في كثير من يومياتهم
يامروح الريدة تجمل معانا
سلم على الكرم والزيانة
وقولهم قلبي مولع ومشطون
عذبتنا ياقرة العين والنون

من حب حد يدحق له لما مكانه
ويسلم له روحه وثروة يمانه
قبل العوذال والمسابيب يدرون
عذبتنا ياقرة العين والنون

هذا أحد روائعه الغنائية القديمة الجديدة فعندما نقول القديمة فهي كذلك إذ أنه مر عليها عقود من الزمن
وعندما نقول الجديدة فهي جديده مع شحة الجديد وقحط العطاء الشعري واللحني الحاصل من بعد رحيل فارس الشعر الراحل المحضار وماتركه من فراغ لايمكن تعويضه بسهولة

والشاعر العكر أخص بهذا الرائعة سكان عاصمة المشقاص الأبدية مدينة الرائدة الشرقية وهي من بواكير عطاءاته الغنائية في تلك الفترات فترات الثمانينات على ما اعتقد
فالناظر للبيتين آلتي أتينا بهم من قصيده غنائية طويله فهم يكفون لإظهار حب العكر الكبير للمشقاص فقد ذكرهم بقوله أهل الكرم والزيانه وهم كذلك متصفين بهذا الصفه الجميلة ومعروفين بكرمهم الحاتمي وطيبة قلوبهم الممتلئة بالحب لمن يرونه يستحق ذلك الحب المشقاصي النقي

ندخل في رائعة غنائية أخرى أتت في الفترات المتأخرة ولاتقل أهمية عن سابقتها بما حملت من معاني الحب الصافي النقي للعموم أبناء المشقاص
إذ يقول العكر

وجهت وجهي قدى المشرق
وقلت ياقلبي العاشق
أن كان ماتقدر تفارق
البعد احسن من الفرقة
وليش ياقلب ماتقنع وتقول خيره في العشقة
البيت القادم انظروا البلاغة والاستثنائية في هذا الحب لأهل المشقاص

محبة أهل المشارق حق
أوصى بها ربنا من فوق
ولي مثيلي بها صدق
يجوز لها منها صدقه
وليش ياقلب .

فيسترسل بقوله

دقيت عظمي من أجله دق
ونذاب لحمي معه غلق
ومكانه الخل ماوافق
جانا بوصله على فاقه

يقول بوعمرو لسائق
لقد وصلنا على المفرق
بالله جنب بنا ع شق
من دون احراج ومشقه
وليش ياقلب
حب العكر للمشقاص لم يعد مخفي بل إنه يظهر في كثير من أشعاره المتداولة بين الناس
وهنا يحظرني قوله
من قدى شرق عاد ما قطعت السهن
لي محبين نحسب عليهم حساب
كلما جار وقسى عليا الزمن
نلتجئ عندهم مثيل اللاجئين
هذا هي المشقاص في حواس الشاعر العكر الشعرية فهي دائمة الذكر وحاضره بقوه في أغلب أشعاره
وما قلناه لا يعد شيء أمام القصائد الكثيرة التي خص بها الشاعر المشقاص الأرض والإنسان
فلو حاولنا البحث أكثر لظهرت قصائد كثيره لهذا الشاعر وهو يتغنى بجمال المشقاص وأهل المشقاص
لكن ماتم ذكره هو النزر اليسير وقليل القليل بل هو للتدليل ليس إلا
وللأمانة أن منطقة المشقاص منطقه جذابه بما امتلكت من جماليات الطبيعية الخلابة مع تنوع تضاريسها وكثرت مناطقها المتباعدة هذا للإنسان العادي فكيف بشاعر مرهف الاحساس كالعكر لا يتغزل بهذا الجمال الأخاذ ويظهره بأحسن مايكون فألف تحية شكر لهذا الشاعر المخلص في حبه ومثلها من تحايا الحب للمشقاص وأهل المشقاص الخيار