آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:02م

قصة مسرحية التركة

الخميس - 09 مايو 2024 - الساعة 06:04 ص
سعيد عولقي

بقلم: سعيد عولقي
- ارشيف الكاتب


(المسيبلي) في البريقة، بي، بي، شركة بي بي اللي شلت حبيبي كما قالت الهواجس.. اسس الاستاذ عبدالله صالح مسيبلي في البريقه.. منطقة مصافي النفط البريطانية في اواخر خمسينيات القرن الماضي، مع اخيه علي صالح مسيبلي -- الديبلوماسي فيما بعد -- فرقة مسرحية سموها الفرقة العربية للمسرح والتمثيل، وكان الاستاذ علي يؤلف المسرحيات التي كانت تلك الفرقة تمثلها، وكانت من بين انجح الفرق التمثيلية في بلادنا، واذكر ان عبدالله ارسل الي مجموعة صور لاعمال تلك الفرقة، فقدت مني كلها والحمد لله لان من بينها صورة للاخ الرفيق عبدالفتاح اسماعيل وهو يشارك في تمثيل احد الادوار المسرحية لتلك الفرقة الناجحة في وقت مبكر من حياته حين عمل لدى شركة مصافي عدن. !!
ويابابور جباني وديني عدن ساني، قطفت وردة، والحق اني لغاية الآن لا اعرف العلاقة بين البابور الجباني والوردة.. المهم.. جانا الاستقلال وتولى قحطان الشعبي الرئاسة، وكان علي مسيبلي المؤلف المسرحي،، محسوباً على تيار قحطان الشعبي، فتم تعيينه كسفير لبلادنا في نيويورك بالامم المتحدة.. ولبث هناك حتى اطيح بقحطان الشعبي في الخطوة التصحيحية الشهيرة.. لكنه قبل ذلك استدعى اخيه عبدالله للعمل في اميركا.. وسافر.. وعمل هناك في نيويورك.. واثنأء ذلك تم تسريحي من الجيش لانظم الى شركة فوتباث كومباني كما كنا نقول بسخرية على البطالة.. كتبت لعبدالله ليدبر لي عمل عنده حين فكرت في الهجرة ..ولم يدم الامر كثيراً على القحطانيين.. فتبعثروا كالهباء.. ترك عبدالله اميركا ورجع عدن لمواصلة نشاطه المسرحي، واخذ علي اخوه طريقه الى دولة الامارات حيث استقر الى نهاية عمره. !!
كان عبدالله قد باع سيارته الفيات750 لفيصل عبدالله.. ولما عجز فيصل عن تسديد قيمتها، استردها منه واستبدالها بسيارة سويدية اسمها ساب من شركة العاقل.. وقتها كانت الفرق المسرحية في عدن اكثر من الهم على القلب، ولا كان يمر اسبوع دون ان يقدم فيه عمل مسرحي جديد.. كان الاخ علي ناصر حسني، وقتها ومحمد بعد ذلك.. وزيراً للدفاع، ويشجع النشاط المسرحي، والفني عموماً..زارنا مع علي سالم البيض في مقر فرقتنا المسرحية بكريتر.. وعبر عن رغبته في تقديم اعمال مسرحية لفرقة الجيش التي اسسها وقتها.. وهذا شجعني على تأليف مسرحيتي:"التركة"..وحين اكملت كتابتها لم اعثر على فرقة مسرحية تمثلها.. فأقلعت عن البحث، وقررت طبعها في كتاب.. ووافق الاستاذ سالم باجميل على طبعها في مؤسسة 14 اكتوبر التي كنت قد بدأت العمل فيها.. وصدر الكتاب، ووزعته المؤسسة على المكتبات.. وبعد شهر جاءني عبدالله مسيبلي وبيده نسخه من المسرحية طالباً موافقتي له على تمثيلها على خشبة المسرح.. وطبعاً وافقته فوراً..وبعد حوالي شهر آخر كان المسيبلي قد جمع طاقم العمل.. ووقتها جاءنا شاب تخرج من الكويت في دراسة المسرح.. اسمه احمد سعيد الريدي.. فاسند له المسيبلي مهمة اخراج المسرحية.. وابتعدت عن العملية برمتها الى ان قام بدعوتي الى أخر بروفة، فتخلفت عن الحضور.. ولم اشاهد المسرحية الا في عرضها الافتتاحي في معرض المعارض !!
ولم تقدم الا بعد سبع سنوات في المسرح الوطني حيث صورها التلفزيون لاول مرة هناك في النسخة المتداولة الموجودة الان.. وعرضت في التلفزيون مرة واحدة فقط اثارت بعدها جدلاً ولغط فتقرر منعها، وصدر قرار المنع فعلاً..وهي ممنوعة في تلفزيوني عدن وصنعاء على السواء، ولم تنتشر الا من خلال النسخ المسربة من تسجيلات عربة النقل التلفزيوني وعند دخول الانترنت. !!
ومرت اكثر من عشر سنين على عرض المسرحية.. دار بعدها حوار بيني وبين عبدالله مسيبلي عن امكانية كتابة مسرحية جديدة اخرى من التركة يوم كان طاقم العمل في الاولى مكتمل بحمد الله، فكتبت مسرحية التركة الثانية.. واسندت اخراجها للزميل قاسم عمر قاسم.. وظهرت بنجاح بحمد من الله وتوفيق.. واستمر عرضها لشهر كامل على خشبة المسرح الوطني وبتذاكر دخول قدرها دينار واحد للفرد.. وكانت تلك تجربة اولى وفريدة في بلادنا..
بعد الوحدة اقمنا في صنعاء اول مهرجان جماهيري للمسرح هناك شاركت فيه فرقة المسرح الوطني بمسرحية التركة الثانية.. وحصلت على الجائزة الاولى من المهرجان.. وسجلها تلفزيون صنعاء كاملة.. لكن مصيرها ايضاً كان نفس مصير سابقتها.. منع عرضها في تلفزيون صنعاء.. وكذلك تم منعها من العرض في تلفزيون عدن ايضاً..ولا يزال قرار المنع للمسرحيتين قائماً الى يوم الناس هذا.. فمن يشهد بانه قد شهد في التلفزيون اي عرض غير ما ذكرت؟؟
لا احد.. لا اذكر احداً يشهد بعرض اي منهما فيما بعد وفيما قبل.. ويابابور جباني وديني عدن ساني لاني قد قطفت وردة