آخر تحديث :السبت-25 مايو 2024-05:25م

الغدر والخيانة: ليس من شيم البشر

الأحد - 05 مايو 2024 - الساعة 02:36 م

هزاع العمري
بقلم: هزاع العمري
- ارشيف الكاتب




في خضم الأحداث الجارية التي تجتاح عالمنا، والتي غالبًا ما تتميز بالصراع والخيانة، من المهم أن نتذكر أن هذه السلوكيات ليست متأصلة في طبيعة البشر. فالبشر لديهم القدرة على إظهار التعاطف واللطف والرحمة، حتى في أحلك الأوقات.

إن مفهوم القدر، كما هو متصور في العديد من الثقافات والأديان، غالبًا ما يُستخدم لتبرير الأعمال الشريرة أو إعفاء الناس من المسؤولية عن أفعالهم. ومع ذلك، فإن القدر ليس حتمية لا يمكن تجنبها، بل هو بالأحرى مزيج من العوامل التي تؤثر على حياتنا، بما في ذلك خياراتنا وقراراتنا.

الخيانة، من ناحية أخرى، هي خرق متعمد للثقة التي وضعها شخص فينا. إنها عمل جبان وقاسٍ يمكن أن يدمر العلاقات ويسمم المجتمعات.

إن القول بأن القدر والخيانة ليسا من شيم البشر هو بمثابة تذكير بأن لدينا القدرة على التغلب على الظروف الصعبة واتخاذ خيارات أخلاقية. فحتى في مواجهة الشدائد، يمكننا أن نختار التعاطف بدلاً من الكراهية، والتعاون بدلاً من الصراع.

عندما نتبنى مبدأ أن القدر والخيانة ليسا من شيم البشر، فإننا ندحض فكرة أن العنف والصراع لا مفر منهما. فنحن نؤكد على قيمة الحياة البشرية وكرامة كل فرد.

إن إنشاء عالم خالٍ من الخيانة والعنف يتطلب جهودًا متضافرة من جميع أفراد المجتمع. يتطلب الأمر تعليمًا وتعزيزًا للقيم الأخلاقية، مثل الصدق والنزاهة والتعاطف. ويتطلب الأمر إنشاء مؤسسات عادلة ومنصفة تعزز سيادة القانون وتحمي حقوق جميع المواطنين.

فبدلاً من الاستسلام لليأس أو تبرير العنف، دعونا نعمل معًا لخلق عالم حيث يُقدر القدر ويُحترم، وحيث لا مكان للخيانة. فلنتذكر أن البشر لديهم القدرة على الخير، وأننا معًا يمكننا بناء مستقبل أفضل لنا جميعًا.