آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-07:32ص

بوابة ٤ مايو

السبت - 04 مايو 2024 - الساعة 07:40 ص

محمد عبدالله الموس
بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب




محمد عبدالله الموس 
مهما تباينت الرؤى، وحتى المآخذ، فأن يوم ٤ مايو ٢٠١٧م يمثل بوابة العبور الأبرز في تاريخ الحركة الوطنية الجنوبية، ففي هذا اليوم الأغر اعلن ابناء الجنوب مغادرة مربع التشرذم الى خلق نواة للوحدة السياسية للقوى الوطنية الجنوبية، ويدرك اهمية ذلك اليوم أولائك الذين عاشوا حالة التشرذم الذي عصف بالحراك الجنوبي منذ ٢٠٠٩م حتى ٢٠١٧م والذين بذلوا جهود مضنية بغرض توحيدها طوال تلك السنوات.

اذا كان ١٣ يناير ٢٠٠٦م، الذي شهدته جمعية ردفان الخالدة، قد مثّل بوابة مغادرة مربع الصراع الى افق التصالح والتسامح الجنوبي وولد من رحم هذا التصالح الحراك الوطني الجنوبي فأن ٤ مايو ٢٠١٧م قد فتح الباب على مصراعيه للعبور الى المستقبل.

صحيح ان مقاومة الغزو الثاني للجنوب قد تجسدت فيه وحدة كافة القوى الجنوبية من كل الطيف الجنوبي بدون استثناء ولم يلتفت أحد لمحاولات الخصوم المستميتة لتمزيق الصف الجنوبي الذي يمثل (كعب اخيل) الجنوب ولا زال كذلك، الا ان ٤ مايو ٢٠١٧م قد اعلن بداية سقوط هذا الرهان.

لم تكن ولادة اي من ايامنا الخالدة سهلة كما يتخيل البعض، كما لم تكن محاولات خلق اطار سياسي جنوبي مفروشة بالورود، لكن الارادة الفولاذية للنخب الجنوبية كانت فوق مستوى تحدي الخصوم الذين استخدموا كل الوسائل بما فيها الاساليب الخارجة وكان رهانهم ان أبناء الجنوب مشبعون بثقافة الصراع ولن يتوحدوا.

كانت الشخصية المحورية الجنوبية محل تباين بين ابناء الجنوب، ربما لأن معظم الرموز الجنوبية البارزة كانت جزء من الماضي الصراعي في الجنوب، وأتذكر ان عقدت ورشة حوارية برعاية ودعم من الصوت الجنوبي (صحيفة الايام) وترأس جلساتها الفقيد نجيب يابلي، رحمه الله، كانت مكرسة لمناقشة (اهمية الشخصية المحورية في الثورات)، وأتذكر يومها أنني ممن تبنوا فكرة الرؤية المحورية بدلا من الشخصية المحورية التي عجزنا عن الاجماع حولها، وظل هاجس الشخصية المحورية ملازما لمختلف الحوارات النخبوية الجنوبية.

في ٤ مايو ٢٠١٧م حظي الاخ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي بتفويض وتأييد شعبي جنوبي كواحد من جيل المقاومة والحراك الجنوبي وقد كان هذا الرجل هو مشروع الشخصية المحورية الجنوبية، لتلتف حوله معظم النخبة الجنوبية لتكمل انجاز الاطار السياسي (المجلس الانتقالي الجنوبي).

البعض يبحث عن الإجماع وهو امر نسبي، فالناس لم يجمعوا على سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والبعض يحمّل المجلس الانتقالي فشل الحكومة بمكوناتها الواسعة، مع ان المجلس الانتقالي هو مظلتنا السياسية الجنوبية وهو لا يسيطر على اي موارد، والبعض يبحث عن ملائكة منزهون من الأخطاء، مع ان لا هم ملائكة ولا غيرهم شياطين.

هناك أمران على أبناء الجنوب ادراكهما، اولهما ان الجنوب هو الهدف وأبناءه هم الوسائل وأننا لا نملك ترف الوقت للعودة إلى المربع الأول، وثانيهما ان بوابة ٤ مايو لا زالت مواربة تقبل الجميع ويجب ان تبقى مواربة حتى وصول الجنوب الى بر الأمان، وبعدها كلٍ يقدم للناس مشروعه السياسي.

تحية اجلال وعرفان للرواد، شهداء وفقداء واحياء.

عدن
٤ مايو ٢٠٢٤م