آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-08:11ص

أمر الله

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 10:05 ص

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




الأمم إما مهتدية وإما ضالة - ولا يوجد قسم ثالث - فالأمم المهتدية تعمل بأمر الله الشرعي ويتحقق فيها أمر الله القدري وهو نظامه الثابت في الكون وسننه التي لا تتخلف ، والأمم الضالة تخالف أمر الله الشرعي وتحاول تغيير أمر الله الكوني وسننه لمصالحها الخاصة وبالتالي فحركتها في الحياة وأثرها على تاريخ البشرية يأتي لتغيير أمر الله قصدت أم لم تقصد ووعت أم لم تعِ
والأمثلة كثيرة فما بعث الله الأنبياء وأرسل المرسلين إلا ليطاعوا ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) وبطاعته يتحقق أمر الله الشرعي ووعده للمؤمنين بالتأييد والتمكين في الدنيا وبالجزاء الحسن في الآخرة وهو وعد الله الذي لا يخلفه وسنته الثابته على مر الدهور وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وخرج في أثره الطلب كان سراقة بن مالك أحد الذين خرجوا وتمكن من اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه فخاست قدم فرسه مرات فعرف أنه لا سبيل له في الوصول اليهما والقصة معروفة غير أن النبي صلى الله عليه وسلم عليه ألقى عليه كلمات قال فيها " كيف بك يا سراقة إذا لبست تاج كسرى " فما كان للنبي صلى أن يحقق صدق ما قال وقد مات قبل أن يرى خبر ما قال واقعا ولا لسراقة ولكن الله هو من يسوق العباد إلى أمره في يسر وسهولة ويحقق ما وعد به سبحانه أو وعد به نبيه صلى الله عليه وسلم وإن مات النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله حي لا يموت وهو قائم على كل نفس بما كسبت ، فتح المسلمون بلاد فارس في عهد عمر رضي الله عنه ولبس سراقة تاج كسرى ، وكان المسلمون يشعرون بتمام الرضا والموافقة بينما ما هم عليه من طاعة الله وما يتحقق لهم من وعده , بينما في الجانب الآخر ترى الأمم الضالة قد بذلت وسعها واستفرغت جهدها في معصية الله وحاولت أن تبدل وتغير كلمات الله وتفرض أمرا أملته عليها أهواء السادة والكبراء فلم يفلح جهد واحد من قوم نوح وإلى يومنا هذا وإنما هي الفتنة والغرور التي تظهر لهم في عظمة ما صنعوا أو ما ملكوا ثم لا يلبث القوم أن يقودهم الله إلى مصارعهم كما قال الله تعالى قاهر العباد وكاسر الجبابرة ( ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين )

إن عجز العباد في أن يغيروا أمر الله يساوي العجز في أن يخلقوا كخلق الله وكلاهما مستحيل ، لو كانوا يعلمون