آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-12:29م

العمال يأكلون تفاح

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - الساعة 09:52 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




يقف هذه المرة العمال وليس معهم أحد ، حتى يقدم لهم بعيدهم القرارات التي تصب في مصالحهم، أو تأتي لهم بحقوقهم المشروعة، فهم يقفون بلا حكومة تدافع عنهم أو تأتي بحقوقهم، ولا تقدم لهم "بعيدهم" "علاوة" تعينهم حتى تسكت أنين مرضاهم أو تسد جوعهم  أو تكسي عوراتهم أو تجد لهم منازل تأتيهم حتى وإن كانت إيجار...
يقفون هذه المرة للأسف الشديد ، في وجهه العاصفة، ولا حماية لهم تقف حيال ما يجدونه...
حتى نقاباتهم سُرقت ومن تبقى منهم تعمل على إشباع حاجاتهم الدنئة...
فأكثر العمال يأكلون تفاح، في بلادنا، ويعيش الباقي منهم في الفلوات يناجون من لايغيب ولا يغفل عن المظلومين في الأرض! 
إن من الكبائر التي يجنيها الفرد على نفسه وأهله  ، أن يأكل الحقوق، ونحن لانعاني اليوم من العصابات والفرق التي تأخذ مخصصات العمال عنوة ، لكن للأسف الشديد أن تلك العصابات هي عصابات مؤسسية ورسمية ، يعاني العمال منها وكذلك يعاني الشعب الأمرين.
حتى التفاح الذي يأكله العمال ليس سليم بل مفروم وغير ناعم لما يجدونه من صعوبة الحياة.
لقد أصبح العمال مشتتين، بل قطع ممزقة على الخدمات والحاجات التي لابد منها، فتجد الكهرباء مقطوعة ولابد من توفير البديل، الماء معدوم ولابد من توفير البديل ، المشفى خرابة ولابد من توفير البديل. التدريس والمدارس متدهورة ولابد من توفير البديل.
فهل نجد عمال مثل عمالنا؟ رواتبهم تساوي مائتين وخمسين ريال سعودي وأقل.!
هل ذلك المخصص المالي يذكر في أغلب الدول؟
فأين الحكام والحكومة والنقابات ؟
أين العمال، للأسف لايوجد أحد منهم قادر على الحركة ؛ لأنه مفروم بين الخدمات والحاجات ؟!
بل أين القيادة واين المتشدقين؟
فيا نقابات العالم اتحدوا، من أجل أنقاذ عمالنا، فهم بين السندان والمطرقة يسحقون!!!