آخر تحديث :الخميس-14 نوفمبر 2024-09:27ص

إلى صديقي اليساري نشوان العثماني

الأحد - 28 أبريل 2024 - الساعة 08:59 م
محمد أمين الرفاعي

بقلم: محمد أمين الرفاعي
- ارشيف الكاتب


بقلم المستشار /
محمد الرفاعي

تحيةُ حبٍ ومودةٍ وسلام ..

يا صديقي .. لقد فكرتُ مِراراً أن أكتبَ إليك ما صال وجال ويصول ويجول في خاطري نحوك من مشاعر وأحاسيس وتساؤلاتٍ واستفهامات .
وها أنا بعد ترددٍ وتفكير عميقين قررتُ أن أكتب لك وإليك بعضاً من تلك المشاعر التي راودتني ولا تزال حباً ومودةً وفي بعض الأحيانِ خوفاً وإشفاقاً عليك منك !
ولقد استحضرتُ قول القائل :
أخافُ والخوف منّك
أخافُ منك عليك !

يا صديقي ..
لا أخفيك سراً أني أحبك وأغليك ومعجَبٌ بك وبثقافتك وأدبك الجم وبأسلوبك الفذ في الكتابة رغم أني أختلف معك في كثير من الأفكار والرؤى والأحداث والمواقف لكنّ ذلك لم ولن يكون عائقاً أمام صداقتي ومحبتي واحترامي وتقديري لك ولِما تكنه أنت لي من تقدير واحترام وإعجاب أبديتَه لي وعبّرت عنه في كثير من المواقف والمحادثات والتسجيلات الصوتية .

يا صديقي ..
ما أجمل وأروع وأعظم الصداقة والمحبة التي تجعلنا سُعداء هنا في الدنيا وكذلك في الحياة الأخرى .
ما أجمله من شعور وما أحسنه من موقف عندما آخذ بيدك وتأخذ بيدي لِنعبرَ الصراط نحو النعيم الأبدي المقيم !
إنني أستشعر هنا قول الحقِّ جلّت قدرته :
( الأخِلاءُ يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدوٌ إلاّ المتقين )
والإمام الحسن البصري رضي الله عنه قال : “استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة ”.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب : “ يا علي استكثر من المعارف من المؤمنين، فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة ”.

وقد رُوي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله :
الأصدقاءُ نفسٌ واحدةٌ في جسوم متفرقة !

يا صديقي ..
لديّ رغبةٌ جامحةٌ أن نكونا صَدِيقين هنا في الدنيا وهناك في الآخرة
وأن يُظِلنا اللهُ في ظلّ عرشه يوم القيامة يوم لا ظِلّ إلاّ ظله !
وهذا لن يتأتى إلاّ أن نكونا : ( رَجُلين تحابا في الله .. )

يا صديقي ..
كم بقي من أعمارنا ..
والسؤال الأهم : ماذا بعد ؟
أنتَ وأنا والحمد لله مُسلِمَينِ مؤمنين نؤمنُ أنّ الحياةَ يعقُبُها موت
وأنّ الموتَ بعده حسابٌ وعقاب ومن ثمّ سعادة أو شقاء .

وما أجملها من لحظات هناك وفي ذلك المقام عندما تُمسكُ بيدي وأُمسكُ بيدك ونتجه صوبَ النعيم والراحة والسعادة والسرور !

يا صديقي ..

في الختام ملحوظة مقصودة :

عندما أسبُّ صديقك ومَثلَك ومن تعتبرَه قدوتك أو أقدح فيه أو أذمه فإنّ ذلك يؤثر سلباً عليك وعلى مشاعرك ..
ولذلك فقد نهى رسولُنا محمد عليه الصلاة والسلام أصحابَه أن يسبوا أبا جهلٍ أمام ابنِه المسلم عِكرمة
مُراعاةٍ لشعورِه !!

يا له من أدبٍ محمديٍ جم