آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-10:06م

الموسيقار أحمد بن غودل سمفونية السحر و الشجن

الجمعة - 26 أبريل 2024 - الساعة 11:57 م

خالد لحمدي
بقلم: خالد لحمدي
- ارشيف الكاتب


من قال إن الموسيقى لا تسكن القلوب ، تساؤلات يطرحها عُشّاق المعنى و البهاء .؟

ذلك ما صنعه فينا الموسيقار الرائع أحمد صالح بن غودل مدير عام مكتب وزارة الثقافة بمحافظة عدن الذي طاف بنا خلال أيام عيد الفطر المبارك في مهرجان ( ليالي عدن ) 
وأخذنا نحو ضفاف الأمل بعد تصحّرٍّ وانتظار .
إذ عانقت أرواحنا البحر والشطآن والرمل وأطلّت صهاريج عدن وجبالها وعشّاقها، مدجّجين بالأماني والدهشة والانشراح .

توشحت عدن بالعيد وزغردة نشوة :
هنا المجد الذي لم يندثر ولا تزال آثارة موشومة على الأرض والجباة وسحنات الأوجه الوالهة للفجر وعناق الصباح .
فليقرأ عشّاق المعنى أبجدية التاريخ الفنّي لعدن الآسرة وألحان الموسيقار أحمد بن غودل علّ من يجهلون النور يعون أن الشموخ قد أرسى سفائنه ورسم الحلم ومسالكه بثقة واقتدار .
ويظل السؤال تلو أخر :
عدن أيتها الآسرة :
- أين أنتِ وماذا تقولين بعد هذا العصر من الدهشة والسحر واليقين .؟ 
ولكي نعانق النور وجب الإصغاء لألحان إبن غودل ودعم محافظ عدن أحمد حامد لملس اللَّذَين أشعلا فينا وهج الاكتمال وبلغا بنا ذروة المعنى ونشوة الأمل .

وما الأصوات الشابة الرائعة التي أعاد تشكيلها إلّا امتدادا لعصر لا زال هنا ، بلغ بنا المرتجى وضفاف الأنجم والقمر .
أو ثمّة أجمل من ( مرايا الشوق ) و ( حبيبان نحن )  و ( ما بايهزك ريح )  و ( ساهرون )
و ( الحبايب غيروا طبعهم) و ( تباني أبكي ) و ( غالي غالي )  وغير ذلك من الجديد والمتجدّد دائما .؟
فقد امتلك الموسيقار أحمد بن غودل أدواته بحرفة ودراية فحلّق فوق الغيم بحاضر أشف  مستكشفا لججاً وأغواراً ناضحة بالصدق ومقامات لم يصنعها سواه .
وليبق مهرجان عدن وليالية الزاهية عادة لاكتشاف المواهب الشابة التي أطربتنا خلال أيام العيد وتقليداً يُكرّم خلاله الإبداع والمبدعين ، وما أحوجنا للنور كي نسمو ونرتقي .
فلنغن معا مدثرين بالألق ، وقد ظل ينثر عطره الذي لن يفنى يوماً أو يجف .

هنا الفن والسمو والارتقاء ، ذلك ما خاطته روح ابن غودل الجميلة ، وجيل طرّز للعصر فضاءات اللوعة و أصوات ستمنحنا الخلود والبهجة والبهاء .