آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-06:46م

الزنداني بين مادحيه وقادحيه ،،،

الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - الساعة 11:36 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب




بغض النظر تختلف أو تتفق مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني ، وتترحم عليه ، أو تتهكم وتشمت بموته ..
إلا أنه _ رحمه الله _ نحت اسمه في سجل الخالدين ، ووضع بصماته في تاريخ اليمن الحديث ، وسجل مواقفه القوية والواضحة في دفاتر العظماء ، وأسهم _ وبكل قوة _ في الحفاظ على سنَّية اليمن وعدم انزلاقها في مستنقع التشيع ، ويكفيه شرفاً اليوم أنَّه حديث الساعة .

لذلك من الطبيعي جداً جداً أن تختلف آراء الناس وقناعاتهم في الحكم عليه ، وإبراز محاسنه وإظهار مثالبه ..
لكن كل هذا لا يقلل من قيمة الرجل ، ولا ينتقص من قدره ، ولا يؤثر في سيرته العطرة ،ولا يقدح في إنجازاته ومآثره .
قال الشاعر :
إذا متُّ كان الناسُ صنفان شامت وآخر مثنٍ بالذي كنت أصنع

وهذه جبلة بشرية جُبِلَ الناس عليها ..
فالناس لم تتوافق آراؤهم ، وقناعاتهم في الخالق سبحانه وتعالى ، وهذا ما أثبته القرآن الكريم بقوله تعالى :
( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ) ،
فلك أن تتخيل هذا المخلوق الذي أوجده الله من العدم ، ويرزقه ، ويحفظه ، ويكلأه ،
وزوده بكل وسائل الإدراك ، والمعرفة ، والفهم ، والعلم ....ومع كل ذلك يجحد خالقه ، بل ويتعدى ذلك إلى السب والشتم ، والقدح وغير ذلك .
وكذلك الحال مع رسول الله محمد (ص ) .
فهو لم يسلم من ألسنة مخالفيه ، ومناوئيه , وكلنا نعلم مدى الأذى الذي تعرض له خلال مسيرة الدعوة .

فإذا كان الحال هكذا ....فكيف بمن هو دون ذلك من البشر الذين تعتريهم النواقص ، وتشوب أعمالهم الشوائب ، وتؤثر في سلوكياتهم حظوظ النفس .

فهكذا هم البشر ، وهكذا هي طبيعتهم .
فالشيخ الزنداني لم يكن نبياً معصوماً ،
وفي الوقت ذاته ليس هو شيطانا مريداً.
وإنما هو بشر له ماله ، وعليه ما عليه .

فلمحبيه ......
الشيخ قدم كلما استطاع لخدمة دينه ، ووطنه ، وقضايا أمته .
وهذا مثبت وموثق ، ومسجل في الأرض وفي السماء.
وللشامتين ...
لن تستطيعوا طمس مآثره ، ومحو خطاه .
فالرجل كان من طلائع ثوار سبتمبر ، وحمل لواء الدعوة السنية المحمدية وجهر بها في وجه التشيع الذي غرسه أئمة الزيدية ، وصال وجال بها في عموم اليمن ، وعرفته منابرها ، ومساجدها ، وميادينها ، وساحاتها ،
كما كان عاشقاً للجهاد ، وكانت له بصماته في الجهاد الأفغاني ، وفي البسنة والهرسك ، وفي دعم المقاومة الفلسطينية بكل قوة .
وكانت له مواقف واضحة من السلطة في محاربة الفساد ، ورفع الظلم ، والدفاع عن حقوق المواطن ، وتثبيت أركان الشريعة الإسلامية في دستور الجمهورية اليمنية.

مرة أخرى لمحبيه ومريدية ...
لا تنزعجوا كثيراً للزعيق والنعيق فهذا أمر طبيعي ،،
واسمعوا إلى قول الشاعر الأموي ( الأخطل ) حيث يقول :
ما يضير البحر أمسى زاخراً ** أن رمى فيه غلام بحجر .

وللشامتين....
هوَّنوا على أنفسكم واربؤوا بها ....
واسمعوا إلى قول الشاعر الجاهلي ( ذو الأصبع العدواني ) حيث يقول :
وقل للشامتين بنا افيقوا ** سيلقى الشامتون كما لقينا .

رحم الله الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمة الأبرار ، وأسكنه فسيح الجنان .