آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

يخسر من لا يستثمر الوقت ولا يقدر قيمته الثمينة

الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - الساعة 10:27 ص
صالح شائف

بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب


أصبح بمقدور الإنسان في عصرنا المعاش التحكم والإحتفاظ بأي شيء يعتمد عليه أو يحتاجه في الحياة؛ ولكن ليس بمقدوره بل وعاجز تمامًا عن التحكم بالوقت؛ فالزمن عملية كونية متحركة دون توقف ولو لثانية واحدة؛ وهي حركة إلى الأمام فقط؛ وبالتالي فإن قيمة الوقت ثمينة للغاية لجهة تحقيق حاجات الناس وغاياتهم وأهدافهم ومصالحهم المتنوعة والمتناقضة في كثير من الأحيان.

بل إن الوقت المستغل جيدًا يشكل العامل الحاسم لتحديد وبناء مستقبل الشعوب المزدهر والمستقر؛ ولذلك فإن عدم إستغلال الوقت بكونه الميدان الحاكم الذي تحدث فيه أفعال الناس وتتجسد فيها منجزاتهم؛ وهو الشاهد التاريخي على خيباتهم وفشلهم كذلك؛ ففي إطاره تتم المنافسة والسباق المحموم المتعدد الأشكال والطرق مع الآخرين؛ لتحقيق النجاحات المأمولة التي يبتغيها المتنافسون والمتصارعون على حد سواء.

ومن هذا المنطلق وأخذًا بعين الإعتبار الحالة الزمنية التاريخية التي نعيشها اليوم ومنذ تسع سنوات مضت؛ وتحديدًا من عام ٢٠١٥م؛ فإن أسئلة كثيرة تطرح نفسها علينا اليوم وبإلحاح؛ لجهة تحقيق النجاحات والمكاسب الوطنية التي ظفر بها شعبنا وعلى أكثر من صعيد؛ وبأي درجة كانت وما حجم الإخفاقات والفشل؛ ولعل أهمها في تقديري وهو التساؤل الأكبر؛ هل أستغل الجنوبيون وقياداتهم ونخبهم السياسية المختلفة هذه السنوات وعلى النحو الأمثل؛ أم أنهم أضاعوا فيها الكثير من الفرص وبددوا الكثير من وقتهم في المماحكات والتباينات والإختلافات؛ وتسجيل المواقف التي تكاد أن تكون في أغلبها عبثية وعقيمة ضد بعضهم وفاقدة للحجة والمنطق؛ والتي لا تبرر لهم جميعًا كل ما ضاع وأهدر من الوقت.

إن المسؤولية الوطنية الملقاة اليوم على عاتق الجميع وفي المقدمة على المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ تتطلب بذل المزيد من الجهد لجهة إستثمار الوقت وبصورة لا تقبل الإستهانة أو الإستهتار بعامل الزمن؛ فالصراع على أشده مع أعداء الجنوب وقضيته؛ وأزدادت فيه خطط ومشاريع التآمر على مستقبله؛ وتجددت الأساليب والوسائل المستخدمة؛ بل وتغيرت أدوات التنفيذ وتنوعت طرق العمل والمجالات؛ وتغير معها سلوك وأقنعة من يتولون التفيذ.

وبرغم ما قد تحقق لشعبنا في الجنوب من النجاحات الوطنية على طريق الإنتصار لأهدافه الوطنية الكبرى؛ غير أن كل ذلك وحده لا يكفي للإطمئنان أبدًا؛ فالتحديات كبيرة وخطيرة؛ المنظورة منها والمكشوفة؛ أو تلك التي مازالت تطبخ على نار هادئة في غرف الظلام المغلقة؛ وهو ما يجعل من اليقظة والعمل المنظم المصحوب بالتقييم والمراجعة النقدية المستمرة والشاملة؛ وبشقيها العقاب والثواب وعلى الجميع دون إستثناء؛ كوسيلة مثلى وحاسمة لمنع الأخطاء وسد الثغرات التي ينفذ منها الأعداء؛ والحفاظ على قوة الدفع والتحرك إلى الأمام بثقة؛ وبأقصر وقت متاح وبأقل الخسائر الممكنة والمبررة.