آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:06م

كل المنحرفين مولعون بمبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة)

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - الساعة 09:45 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب




هذا المبدأ الذي تبناه نيكولو مياكافيلي المفكر والفيلسوف والسياسي الإيطالي في القرن السادس عشر، حيث يعتقد أن صاحب الهدف باستطاعته أن يستخدم الوسيلة التي يراها _أيا كان قبحها _ دون قيود أو شروط. 
أسس ذلك المجرم هذا المبدأ  كقاعدة انطلاق لسفاحي الأرض ليستخدموا كل الوسائل القذرة للوصول إلى أهدافهم دون الإلتفات إلى ما سيترتب على ذلك من  نتائج كارثية على الغير .
ومنذ ذلك التاريخ وحتى الساعة لا يزال هذا المبدأ بمثابة قاعدة أساسية ، ومسلمة من المسلمات لدى المجرمين وسفاحي الدماء.

تذكرت هذا المبدأ اليهودي النجس ...وانا أتابع _ كغيري _  ما يحدث اليوم من تخادم واضح بين كل من ( إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى) .
فهذه الضجة الإعلامية الممنهجة والممولة ليست هي المقصد ، وليست هي الهدف ،وليست هي الغاية ،  وإنما هي وسيلة قذرة لتحقيق أهداف غير معلنة لدى الطرفين .
ذلك أنٌ كلا المتصارعين يضمران الشر للمسلمين على حد سواء...وإنما يختلفان في أهدافهما والمصالح التي سيحققانها لنفسيهما .

المحزن في الأمر أنهما يخططان وينفذان اهدافهما على امتداد  رقعة العالم العربي والإسلامي ونحن ( العرب والمسلمين ) لا حول لنا ولا قوة!!
بل إنّ كثيراً من الأنظمة العربية_ التعيسة _ جزءُ أصيل من تلك المخططات .

يحاول المتصارعان _ عبثاً _  إعادة ترسيم الخارطة السياسية في الشرق الأوسط ، وتوزيع مراكز النفوذ بينهما في تخادم واضح ، وتفاهم تام دون أي اعتبار للأنظمة القائمة حالياّ .
لذلك لا يتورعون في استخدام كل الوسائل القذرة للوصول إلى تلك الغايات. 

فلا يهمهم  أن يُباد سكان غزة ، أو أن تُستخدم ضدهم  وسيلة الحصار القذرة ، أو أن تُدمر المستشفيات ، ودور العبادة، أو أن يُحرم الاطفال من الدواء والغذاء ، ولا يهمهم أن يموت مواطنون {يهود ، أو إيرانيون } نتيجة اعتداء أحد الطرفين على الاخر طالما وأنٌ هناك مصالحاً  سوف تتحقق .

هكذا دأب النظام العالمي الجديد على سحق الشعوب دونما اعتبار لأدنى أدمية الإنسان ، ولا يزال يستخدم هذه الوسيلة القذرة حتى الساعة .

المتغير الجديد الذي لم يكن  في حسبان  الجميع هو  دخول المقاومة في غزة على خط المواجهة وتغيير قواعد اللعبة السياسية ، والعسكرية .
حيث أثبتت  أنها ( الوحيد) القادر على فضح كل تلك المخططات القذرة ، وكشف زيف المدعين _ زوراً وبهتاناً _ أنهم محور مقاومة الشر ، فقد أماطت اللثام عن الوجه القبيح  لذلك الادعاء ، وأنه مجرد شعارات تُرفع لدغدغة مشاعر السذج من الناس وحسب !! 

أي نعم نحن نفرح بكل ما من شأنه أن  يهز صورة الكيان الغاصب ، وأن يعكٌر صفو حياة مواطنيه ، وأن يكبد خزينته  المالية ...لأن كل ذلك بمثابة معاول هدم لذلك الجسم الغريب وإن على المدى البعيد .
ولكن هذه الوسائل الخسيسة التي يستخدمونها اليوم أصبحت مكشوفة ، وألاعيبهم لن تنطلي على أحد . 
لذلك لن تنحرفة بوصلة صراع المقاومة _ يا أبناء اليهودية ، ويا أبناء عباد النار _  فكلاكما عدو لدود للإسلام ، ولا فرق بينكما في الخسة والنذالة ، والإجرام.
ستظل المقاومة على أرض غزة هي صاحبة الكلمة ، وفصل الخطاب .
وهذه الحركات _ القديمة الجديدة _ أصبح سوقها كاسد ، وتجارتها خاسرة ، وحبل كذبها قصيرة .
لقد شبت هذا الجيل عن الطوق ولم تعد هذه الوسائل الخسيسة تتناسب معه ، لأنه مدرك تماماً لما وراء الخبر .














-