آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

إلى نقابة الصحفيين و القيادات السياسية الجنوبية .. خذوا الدرس من المنطقة الوسطى بأبين

الخميس - 11 أبريل 2024 - الساعة 10:13 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب




ما بعد التحريرالعام 2015م مباشرة عملت جهات على أذكا الصراع السياسي و ثقافة التفرقة بين الجنوبيين و منذ ذلك الحين و الوضع يزداد شرخا بين الجنوبيين سياسيا و إجتماعيا و هناك من يقوده ليصبح مناطقيا إن لم يكن قد تم الأمر .. و الحقيقة التي لا خلاف عليها أن حدة الخلافات بين الجنوبيين قد زادت حدتها بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017م و لأن القيادة و بالذات الفكرية قد منحت للمتطرفين الجنوبيين بإدارة تلك الصراعات و الخلافات بين المواطنيين الجنوبيين ..

تلك الصراعات و الخلافات و سوء إدارتها و طرق حلها أنعكست سلبا و تضرر منها المواطن العادي بشكل كبير و بالذات في حياته المعيشية لأن الصراع قد أثر على السلطات المحلية و لم تستطع أن تقدم أي خدمات تنموية و عامة للمواطن و ثقافة الصراع باتت مترسخة .. و للأسف الشديد أنه طيلة السنوات التي مضت لعب الإعلام و رسالته دورا كبيرا في ترسيخ تلك الخلافات بل و تاجيجها دون النظر إلى تبعات و إبعاد تلك الرسالة على الحياة العادية للمواطن ، فكان المسؤول المحلي رغم شهرة و ثبوت فساده يحظى بالتأييد و المباركة من قبل الإعلاميين الذين يشاركونه الانتماء و ذلك ما منحه صك و شرعية للنهب و الفساد على حساب مشاريع التنمية التي تخدم المواطن و في الجانب الآخر هناك إعلاميون و لكون المسؤول المحلي لا يوافقهم الانتماء السياسي فإنهم يقومون بتشويهه و محاولة كبح عمله ، بل و بعضهم يقوم بتشويه منطقته و نقل بعض الظواهر السلبية و نشرها إعلاميا ضنا منه أنه يخدم جهته السياسية و لا يعلم أن ذلك يؤثر في على خطط و مشاريع المانحين و المستثمرين و أنه يؤدي إلى نفورهم و إلغاء خططهم من المشاريع في تلك المنطقة و كذلك هروب المستثمرين و الرأسمال المحلي من العمل في مناطقهم ..

على المستوى العام و حول القضية الجنوبية لعب الإنقسام و الخلافات الجنوبية الجنوبية و الرسائل الإعلامية للأفرقاء دورا سلبيا و أثر كثيرا على تلك القضية و سهل لبعض الجهات إستغلالها و العزف عليها وفق مصالحها ، و ما أحوجنا اليوم إلى لم الشمل و وحدة الصف و الشراكة الوطنية لتعزيز و تقوية الموقف الجنوبي في المراحلة القادمة و ليس على المستوى السياسي و نخبه بل و على المستوى الشعبي ، فالمواطن الجنوبي بحاجة ماسة إلى طمئنته و إلى خدمته و إخراجه من المعاناة و المعيشة الصعبة التي يعيشها و بهذا فإن المكونات السياسية الجنوبية و كذلك القيادات الجنوبية في الداخل بحاجة إلى مراجعة خططها و توجهاتها باتجاه وحدة الصف و إدكاء ثقافة المصالحة و الشراكة الوطنية و لو من باب خدمة المواطن الجنوبي حاليا و إخراجه من وضعه المزري الراهن ..

في العام 2016م و قبل أن تظهر الخلافات و الصراعات الجنوبية الجنوبية إلى العلن و أن تصل إلى ذروتها و حتى قبل أن يتأسس المجلس الإنتقالي الجنوبي و بقية المكونات الأخرى التي تم تفريخها و التي تشبه القطط و لا تستطيع التفرقة بينها كان مدير مكتب الاعلام بمحافظة أبين الدكتور ياسر باعزب قد أدرك مبكرا خطورة تلك الخلافات التي بدأت تظهر هنا و هناك و بأقلام صحفيين من محافظته و التي ستؤثر على عمله فسيجد صعوبة في إدارة الإعلاميين في المحافظة و احتواىهم و كذلك خطورة رسالة الصراع و الخلافات على مستوى التنمية في محافظته فعمد إلى تبني فكرة و أظنها نجحت إلى حد ما في مديريات المنطقة الوسطي بأبين، فاقترح أن يكون هناك لقاء يجمع الإعلاميين في المنطقة بعد كل عيد فطر لغرض التهاني و مناقشة بعض أمورهم و كان قد بداء بذلك في العام 2016م و كان الحضور قليلا بداية و بداء بالزيادة في الأعوام اللاحقة و كان مقبولا في لقاء العام الماضي و كانت فرصة الدكتور باعزب لطرح وحدة صف قلم الإعلام في المنطقة الوسطى و الذي أنتهى بتوقيع ميثاق شرف على ذلك و على أن تكون مصلحة و تنمية المنطقة الهدف بشكل خاص و المحافظة بشكل عام و على الرغم من ذلك إلا أن ذلك اللقاء لم يسلم من رصاص الأقلام الصديقة في المنطقة إلا أنه كان إيجابيا و مهد كثيرا للعمل على جمع الكلمة ..

لكن ما حدث في لقاء هذا العام و تحديدا اليوم فلم يكن متوقعا لأقرب و أكبر المتأملين فينا ، فقد كان الحضور كبيرا و من مختلف الطيف و التوجهات و تمت تبادل التهاني والنقاش بكل ودية .. و اذكر أنه خلال العام المنصرم أن بعض الزملاء اختلفوا فيما بينهم حول ما تم طرحه من بعض المنشورات و أن خلافهم وصل حد الملاسنات و القطيعة الا أن لقاء الايام قد أنهى القطيعة .. و كان الدكتور ياسر باعزب قد تبنى كلمة إفتتاحية في اللقاء أذابت الجليد و الحواجز و أتفق الجميع على تبني رسالة و خطاب إعلامي ينبذ الخلافات و يدعوا إلى وحدة الصف و نبذ الصراعات و أن تكون خدمة محافظة أبين هي الهدف الموحد الذي يجمع الجميع ..

خلال الأعوام التي مضت فشلت القيادات و المكونات السياسية الجنوبية توحيد الصف الجنوبي و توحيد الخطاب و الرسالة الإعلامية الجنوبية و فشلت بعض محاولات اللقاءات بين القيادات الجنوبية حتى الآن و في ظني أن سبب ذلك يعود إلى عدم و جدية و نية و تطرف من يدير تلك اللقاءات..

لذلك أنا أطرح فكرة و تجربة الدكتور ياسر باعزب في المنطقة الوسطى في محافظة أبين على قيادات و نخب الصحفيين و كذلك على القيادات السياسية الجنوبية لدراستها أو تبنيها و تجربتها على الواقع الجنوبي بشكل عام بعد الفشل المتكرر خلال السنوات الماضية و هذه الرسالة أوجهها إلى القيادات الجنوبية في الداخل و الخارج و إلى قيادات كل المكونات الجنوبية .. و ليس هناك عيبا في ذلك طالما كان الهدف نبيلا ..

قد يظن البعض أني بذلك أهدف إلى التطبيل للدكتور ياسر لكن أقول طالما نجح باعزب في لم شمل إعلاميو المنطقة و توحيد صف كلمتهم و طالما أيضا أن الهدف لمصلحة منطقتي و محافظتي فألف طبل و مغنى و لحن من الحان بليغ حمدي فلن تفي في حق باعزب و الإشادة به ..

جمال لقم
11 أبريل 2015