آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-01:37ص

من جدة الى الوديعة

الأحد - 07 أبريل 2024 - الساعة 11:19 م

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب




في رحلة شاقة ومضنية تجرعت خلالها صنوف الوجع والاعياء الشديد ولم يخفف من
وطئتها الا جمال الطبيعة وتنوع الملامح البئية وجمال بعض
البشر الذين تعاملت معهم خلال الرحلة الممتدة على مدى أكثر من ٢٥٠٠ كم قطعناها ب ٤٠ ساعة استهلت
في التاسعة والنصف من مساء الخميس وأنتهت في الثانية والنصف من فجر الأحد .
هذا وكانت نقطة الانطلاق لرحلة العناء الشاق والجميل قد استهلت من خلال باص شركة البركة وهي الشركة التي يصل قوام اسطولها البري
الى ٦٠٠ باص وقد كان سائق الباص منصور المنتمي لدمت
الجميلة بمحافظة الضالع مع
مساعده مالك من ابناء محافظة اب أجمل ما في ذلك المشوار فهما يمثلان الشركة
والوطن خير تمثيل وقد كان لمنصور كبير الأثر في تسهيل
مهام العودة الى جدة وهذا ما ساعرج عليه في الأسطر القادمة .
وفي المحطة الاولى بجوازات الوديعة كانت اولى
محطات الدولة الالكترونية
التي جذبتني فصولها المختلفة منذ الوهلة الاولى لدخولي الأراضي السعودية قادماً من القاهرة وفي هذه المحطة المفصلية جاءني الى الباص
أحد المشتغلين في الجوازات
انه الرائع جدا سعد عبد الله القحطاني الذي يتمتع بكثير من النبل والوفاء والحرص على
تمثيل بلده التمثيل الأمثل كباقي زملائه حيث تجلى ذلك في المحطة التالية المتمثلة بالبصمة والصورة
والتي صادفت من خلالها اثنان من أجمل المشتغلين في هذا المرفق الحيوي والهام وهما الشاب علي عبد الله الشهري وزميله ورفيق دربه علي محمد
حسن الشهري وكلاهما يتمتعان بكثير من البشاشة والجمال ودماثة الأخلاق اضافة الى تميزهما الجم في انجاز المهام الموكلة اليهما بكفاءة نادرة وهذا ما لمسته في هذا المرفق منذ الوهلة الاولى التي وطأت فيها قدماي مطار جدة في العام ٢٠١٤ م وبعد الانتهاء من الاجراءات المتعلقة بالجوازات والتي اتت متزامنة مع وجبة السحور قام الشهريان الجميلان علي بن عبد الله وعلي بن محمد بتقديم بعضا من الكعك المعمول وما هي الا دقائق فقط
حتى جاء مجموعة من العمال وهم يحملون وجبة السحور وقاموا بتوزيعها على المسافرين
الذين يصل عددهم من ٢٥٠/ ٣٠٠ معتمر يمثلون جمهوريتنا اليمنية وتلا ذلك المحطة الأهم في الرحلة وهي محطة الجمارك والتي استنزفت الكثير من الوقت جراء الروتين الممل وغير المنطقي ونرجسية المسؤول عن عملية الفحص
وليت ذلك التأخير والتعقيد كان مرتبطا بجوانب أمنية لكنه وكما لاحظت كان متعلقا بالبحث عن السجائر وهذا الاسلوب من الفحص غير المبرر جعل رحلة العودة الى
جدة تتأخر حتى السابعة صباحا
للننطلق بعدها في رحلة العودة عبر شركة المتصدر
وعبر قائد الرحلة الجميل والمتالق ابن محافظة عمران الشاب أحمد الشغدري والشغدري الجميل الذي انتقلت الى الباص الذي يقوده عبر سائق البركة منصور يستحق أن يكون أكثر من سائق .
في الشركة فهو خير ظهير لكل الركاب والمسافرين ولي شخصيا لأنه أدرك حجم المعانات التي كنت أعيشها بسبب حالتي الصحية ووعثاء السفر وذلك خلافا لمساعده النرجسي. طلال الذي كان خلال قيادته للباص مندمجا مع هاتفه أكثر من الطريق
وحينما طلبت منه أكثر من مرة
الاقلاع عن ذلك السلوك رد عليٌ قائلاً انت باتعلمني السواقة ،
قلت له ساعلمك الذوق والأخلاق ولو لم يكن هذا السلوك بشعا لما كانت العقوبة عليه غرامة مالية قدرها ٥٠٠ ريال لكنه كان يغالط الجميع ومن ضمنهم الساهر بوضع الهاتف على فخذه .
( هوامش )
-خلال الرحلة كان أولادي عبد الرقيب وريم وربا ورنا وابراهيم فهمي وهيثم عبد القوي والأصدقاء الأعزاء عمار مهيوب
والدكتور ايهاب النزيلي وسرحان صدام عون على تواصل مستمر معي وهذا ما أسعدني وضاعف من شجوني .
-أتمنى لو أن سلاسة الأداء الوضيفي في جمارك الوديعة بمستوى الأداء المؤسسي والمشرف للجوازات .
-في رحلة العودة وفي منتصف الطريق صعد الى الباص حمير سعدان وبن سعدان جدير بأن يشار الى طموحه ونجاحه فهو ليس بسائق فقط وهذا ما سأتوقف عنده وعند ابو سرهد في محطات قادمة
ان شاء الله .