آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-07:47م

تأثير مخلفات الحرب بعد مرور 9 سنوات على تحريرها في عام 2015 .. تقييم علمي

السبت - 06 أبريل 2024 - الساعة 11:21 م

سعيدة الشيبة
بقلم: سعيدة الشيبة
- ارشيف الكاتب


مرت تسع سنوات على تحرير المناطق المتضررة من الحرب في عام الموافق 27/ رمضان/ 1436 هجرية (2015). شهدت تلك الفترة نزاعًا مسلحًا دمويًا وتدميرًا هائلاً، وما زالت مخلفات الحرب تشكل تحديًا كبيرًا يؤثر على البشر والبيئة. يهدف هذا المقال العلمي إلى تقييم تأثيرات مخلفات الحرب بعد مرور تسع سنوات على تحريرها، مع التركيز على التأثيرات التي تنتج عنها على البشر.

تعتبر تأثيرات مخلفات الحرب على الصحة البشرية من بين أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات المتضررة. فالقذائف النارية والذخائر التي تنفجر وتلك التي لم تنفجر قد تتسبب في إصابات خطيرة وتشوهات جسدية. بعض المشاكل الصحية الشائعة التي تنجم عن استخدام مخلفات الحرب تشمل فقدان الأعضاء، والحروق، والإصابات الدماغية، والعمى، والتسمم الكيميائي. يمكن أن تظهر بعض التأثيرات الصحية فورًا، في حين يمكن أن تظهر بعضها الآخر بعد سنوات من الاشتباكات.

هناك نماذج للأمراض والتأثيرات التي يمكن أن تحدث نتيجة لتأثير مخلفات الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث تأثيرات طويلة الأمد ومضاعفات صحية أخرى نتيجة لتأثير مخلفات الحرب. قد تحتوي بعض مخلفات الحرب على مواد كيميائية مسرطنة مثل الرصاص والزئبق والأسبستوس. يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لهذه المواد إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى الأفراد المتضررين. علاوة على ذلك، يزيد انتشار الأمراض المعدية نتيجة لتشتت الناس وتدمير البنية التحتية الصحية خلال الحروب والاشتباكات المسلحة. ويمكن أن تنتشر الأمراض مثل الإسهال والكوليرا والتيفوئيد والجدري بسرعة بين الأفراد الذين يعيشون في ظروف صحية غير صحية.
إلى جانب التأثيرات الصحية، تترك الحروب آثارًا سلبية على البيئة والتنوع البيولوجي أيضًا. قد تلوث مخلفات الحرب التربة والمياه والهواء، مما يؤثر على الحياة النباتية والحيوانية في المناطق المتضررة. يمكن أن تتسبب المواد الكيميائية المستخدمة في الأسلحة والمتفجرات في تلوث المياه الجوفية والأنهار، مما يؤثر على توافر المياه النقية والحياة المائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تلوث التربة إلى تدهور النظام البيئي وتقليل الإنتاج الزراعي، مما يزيد من ضعف الأمن الغذائي في تلك المناطق.

لمواجهة هذه التحديات، يجب أن تتعاون المجتمعات المتضررة والمنظمات الدولية والمؤسسات العلمية للتصدي للمشاكل الناجمة عن مخلفات الحرب. ينبغي وضع استراتيجيات لتنظيف المناطق الملوثة وتأمين المساعدات الطبية والصحية للأفراد المتضررين. يجب أيضًا تعزيز التوعية بين السكان حول مخاطر استخدام الأسلحة المدمرة وتأثيراتها الطويلة الأمد، وضمان تطوير وتنفيذ سياسات وقوانين تحظر استخدام تلك الأسلحة وتعاقب المسؤولين عنها.

باختصار، بعد مرور تسع سنوات على تحرير المناطق المتضررة من الحرب، لا يزال لدينا الكثير من التحديات العلمية والبيئية والصحية للتعامل مع مخلفات الحرب. يتطلب حل هذه المشكلة جهودًا مستمرة وتعاونًا شاملاً من جميع الأطراف المعنية، وذلك لتعزيز الشفافية والعدالة والسلام في تلك المناطق المتضررة.