آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:54ص

رئاسة غير متوقعة

السبت - 06 أبريل 2024 - الساعة 01:03 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



السيد علي سالم البيض من أوائل ممن شارك في الكفاح السياسي منذ مراحله الاولى في اطار الجبهة القومية في قطاع وادي حضرموت والصحراء وكان من القادة البارزين في الكفاح الثوري بشقيه الكفاح السياسي ثم كان ممن تبنى الكفاح العسكري و في مرحلة الدمج مع جبهة التحرير التي كانت تتبنى العمل السياسي اكثر من العمل والكفاح العسكري انسحب من التنظيم لايمانه بان الوقت اصبح يستدعي العمل العسكري لتحقيق الاستقلال ودحر الاحتلال البريطاني وظل دائما في منطقة الظل يتقلد المناصب السياسية والثورية دون أن يكون صاحب القرار الأول أو صاحب المرجعية في اتخاذ القرارات حتى كان الاستقلال وبعد استكمال دراسته و استقراره في عدن تقلد المناصب السياسية والعسكرية دون أن يكون لتواجده في تلك المناصب حتى وصوله ألى مناصب وزارية في وزارات عدة اي اثر في القرارات والتغيرات السياسية في الساحة السياسية والتنفيذية حتى نهاية السبعينات الفترة التي تعرض فيها لعقوبات ظالمة لاخطاء ارتكبها في ظل قيادة الدولة من قبل فترة رئاسية للحزب الاشتراكي اليمني لعبد الفتاح اسماعيل فتوارى في الصفوف الخلفية للحزب الاشتراكي مذعن لتنفيذ تلك العقوبات الصارمة التي في الغالب ليس لها صلة بالسياسة في شقيها الداخلي والخارجي.
وما أن عاد عبد الفتاح اسماعيل من منفاه في الاتحاد السوفيتي وبدت الخلافات تبرز بين فصائل الجبهة القومية فريق يتزعمه علي ناصر محمد الذي كان إلى منتصف الثمانينات على رأس القيادة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني بعد أن تطور الكفاح السياسي للجبهة القومية والتخلص من شريك الكفاح جبهة التحرير إلى هذا المسمى والكيان السياسي الجديد او المعاد تكوينه في إطاره وقالبه الجديد.
فوقف علي سالم البيض في صف عبد الفتاح لينتهي صراع الرفاق باحداث الثالث عشر من يناير حيث استطاع علي ناصر من الايقاع بالرفاق في اجتماع المكتب السياسي المزعوم ونجى علي سالم البيض لتكون رئاسة الحزب معه على غير موعد ومعها قيادة الدولة وهنا أظهر علي سالم البيض تخبط اتخاذ القرار في إدارة الدولة الخارجة من نكسة يناير التي شقت الصف الجنوبي بين زمرة وطغمة وتسارعت الاحداث بسقوط المعسكر الاشتراكي تحت وطأة البروستريكا التي حملها يلسن ليتخلى الدب الروسي عن الرفاق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لفصيل الحزب الاشتراكي فيلجأ البيض مع قلة حنكته وخبرته العملية بعد أن فقدت البلد كثير من القادة في احداث يناير المشؤوم الذين كانوا على دراية وخبرة في إدارة البلاد وهروب جماعة كبيرة الى الجمهورية العربية اليمنية حينها ليبقى قيادة الصف الثاني للحزب الاشتراكي اليمني في صراع مع المتغيرات فلم يجدوا بقيادة الرفيق البيض ملجأ او خيار سوى الارتماء في احضان وحدة غير مدروسة وفق قواعد أي نوع من الاتحادات المقننة في فقرات القانون الدولي لينتهي الحال بتدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية لشعب جمهورية اليمن الديمقراطي في ظل القرار العاطفي الذي اتخذه الرئيس البيض.
عصام مريسي