آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-04:50م

مرحبا بالعيسي و لكن !

السبت - 06 أبريل 2024 - الساعة 03:37 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب





 لست على تواصل مع المناضل الكبير أديب العيسي  ،  لكني أعلم أنه واحد من كبار أبطال و قيادات ملحمة تحرير عدن في العام 2015م  ،  و غادرها ربما مكرها بعد ذلك .. و بذا حافظ على نظافة يديه من الملوثات و الأمراض التي أصيبت بها أيدي القادة و المنتحلين لها بعد التحرير حتى اليوم..

  بعد غياب طويل عاد مؤخرا المناضل أديب العيسي إلى عدن و أجرى عدد لقاءات سياسية مع قيادات الصف الاول في المجلس الإنتقالي الجنوبي و كان من أبرزها لقاءه مع رئيس المجلس عيدروس الزبيدي و مع عضو القيادة الرئاسي ابو زرعة المحرمي و أعلن عقب لقاء بالزبيدي انه دعاه لممارسة العمل السياسي ، و رافق عودة العيسي زخم و ترحيب إعلامي من قبل إعلام المجلس الإنتقالي الجنوبي كذلك من قبل بعض الأوساط السياسية الأخرى..

  كما رافق ذلك بعض التسريبات و اللقاءات لبعض الشخصيات المحسوبة على محافطة أبين و التي تطالب القيادة السياسية بتكليف العيسي بمنصب محافظ محافظة أبين و هنا نجد ان الأمر ليس طبيعيا و مريب و قد شذ عن مقتضاه و ان كل ذلك أشبه بمخطط له مسبقا..

  عندما وصل العيسي إلى عدن قال أنه عاد لأن الجنوب يحتاج الآن إلى الشراكة و التلاحم و وحدة الصف و هنا أثق تماما في نوايا العيسي و حين أستقبل تم الترحيب به و تمت دعوته لممارسة العمل السياسي و هنا انا لا أثق في هذا الكلام مطلقا و من لم يسمح بعودت قيادات المكونات الجنوبية لتمارس العمل السياسي في عدن كبن علي رئيس مؤتمر شعب الجنوب و العيسي رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي و الميسري رئيس المؤتمر الشعبي الجنوبي و كثير من قيادات المكونات الحراكية الجنوبية الأخرى فلن يسمح لاديب العيسي بقيادة او تأسيس مكون سياسي و حتى الصفة السياسية في إطار المجلس الإنتقالي فلن تكون بحجم أديب و تاريخه النضالي..

لست ضد تعيين المناضل اديب العيسي محافظ لأبين و نرحب به فهو في الأخير أبنها و لكن في النهاية منصب المحافظ يبقى اداريا أكثر منه سياسيا ، و ثمة أمور حاليا قد يجهلها العيسي و قد تكون سببا لفشله ، فأبين اليوم كالأفعى الجريجة الممزق جسدها بطعنات الإنقسام السياسي و المجتمعي ، بالإضافة إلى التهميش و التجاهل و الإهمال الذي مورس ضدها خلال السنوات الماضية و ليس بمقدرة أحد ان يقرب منها او ان يرقص على رؤوس ثعابينها و قد فشل المجلس الإنتقالي في ذلك خلال السنوات الماضية و هو يحاول اليوم عن طريق العيسي ،  ليعمل سايسا لترويضها ،  مع انه يعلم الطريق المختصرة إلى ذلك و لكنه يرفض سلكها و سيحاول عن طريق أديب و ان صابت صابت و ان خابت خابت و لهذا نخشى ان تكون أبين فخا و مستنقعا لدفنه سياسيا و على ترابه و التخلص منه بطريقة مخملية.

 لم تكن أبدا مشكلة أبين في المحافظ أبوبكر حسين فهو أبن أبين و شخصية متعلمة و خريج إكاديمي  ، كما أنه عمل جاهدا من بداية استلامه مهامه فهو من أحياء المحافظة بعد خرابها و أول ما وصل إليها لممارسة مهامه كان أغلب سكانها نازحون في مدارس عدن و كانت عاصمة المحافظة مجرد أشباح تحوم فوقها الغربان بحثا عن بقايا الجثث و لم يقنط حول هذا الوضع بل شمر ساعديه و جهز فريقه و أعادوا تطبيع الحياة من جديد و أنهوا فترة النزوح الطويلة للسكان بعدن  ، و سياسيا  تعامل بذكاء مع الوضع الذي فرض على المحافظة من حيث الصراع السياسي و العسكري فيها و قاد ما يشبه المصالحة الوطنية التي أنهت التوتر و الصراع العسكري ..
  أن مشكلة أبين الرئيسة تكمن في القوى التي لا تريد لأبين الخير او الإستقرار و منهم الشركاء في معاشيق  فقد أتحد هؤلاء في عدم القيام بواجباتهم تجاه المحافظة التي عانت من عدة حروب و تم تدمير بنيتها التحتية و التنموية و النفسية لمواطنيها  ،  و لم يفوا بما عليهم من تقديم الدعم لمشاريع التنمية فيها بل و تنافس الشركاء في المكايدات السياسية و زرع الإنقسامات حتى في المجتمع ذاته ..