آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-10:52م

في ذكرى النصر .. هامات طُمست

الجمعة - 05 أبريل 2024 - الساعة 01:13 م

فهد البرشاء
بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب



تحل علينا يوم غدٍ ذكرى يوم الـ27 من شهر رمضان المبارك الذي تجسدت فيه البطولة في أروع صورها وأبهى حللها..

النصر الذي أعاد لنا بصيص الأمل وعنفوان البطولات، وهيبة الرجال الذين خطوا على صفحات الزمن أروع البطولات وأقواها على الإطلاق..


اليوم الذي انكسر فيه الحوثي وجر أذيال الهزيمة والعار والذل والخزي وتمرغ أنفه ( الأفطس) في التراب، ونالت حجافله ضربات قاصمة قاضية وولت الدبر..

وخلف هذا اليوم ابطال ناطحوا بهممهم ومواقفهم وأفعالهم القمم وسطروا أروع الملاحم، فلم يكن للكراسي والمناصب أدنى مكان في زوايا قلوبهم وعقولهم..

كان كل همهم أن (يتطهر) الجنوب من رجس ودنس الحوثيين حتى وإن أرتوت الارض بدماء الشهداء، وفعلاً كان لهم ذلك وتطهرت الأرض وعم النصر وولى الحوثي الدبر إلى غير رجعة بإذن الله..

وفي خضم هذا النصر والذكرى التي (بكت) عيوننا منها فرحة وسعادة لم ننس أولئك الذين كانت لهم الصولات والجولات والبطولات فكانوا المدد والذخيرة والسلاح لهذا النصر..

ومنهم من قضى (نحبه) فارتقى شهيداً إلى ربه أمثال اللواء/ علي ناصر هادي ،والشهيد محمد الزربة الذين كانوا وقود هذا النصر وشرارات المقاومة فيه، أين باتت أسرهم اليوم، وهل حفظنا لهم بطولاتهم واكرمناهم..؟

ومنهم من (نكل) به المتمصلحون والمتسلقون بعد الحرب فأصبح شريداً طريداً رغم صولاته وجولاته التي كان لها وقعٌ في نفوسنا وقلوبنا وكانت بمثابة الصوت الهادر والرصاص القاتل أمثال الدكتور/ أحمد الدياني مستشار وزير الداخلية الأسبق طيب الذكر المهندس أحمد الميسري...

الذي كان لصوته (وتمريراته) بأسلوبه الخاص الماتع حينما يصلني ويحمل لنا البشرى والتحذير في ذات الوقت ومن منا لم يمرّ عليه (مرر يا سليمان مرر) ، الصوت الذي كان بمثابة خارطة الطريق للمقاومة وأبطالها..

هذا غيضٌ من فيض، وقطرة واحدة في بحر الأبطال الشرفاء والأفذاذ الذين ذادوا عن الدين والأرض والعرض وصالوا وجالوا ثم مضوا،وهاهم اليوم في نظر (لصوص) الأمجاد مجرد أسماء سادت ثم بادت..


إذن في ذكرى الحرب لا ندري أنحزن أم نفرح، أنحزن لان من صنعوا النصر وكتبوا أبجدياته وديباجته باتوا في (خبر) كان ، وتقلد من لايستحق المناصب والكراسي وهم لايجيدون فك الأحرف الأبجدية..

كلما تحل علينا هذه المناسبة تهيج بنا الذكريات لأولئك الذين صنعوا المجد واسقوه بدمائهم ونسجوا ابجدياته بأجسادهم الطاهرة، وكيف أستحالوا إلى (ذكرى) لم يعد لها أدنى أهمية في زمن التفاهات..