آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-11:03ص

تتمة يجب أن يكون رفضنا فعلاً

الجمعة - 05 أبريل 2024 - الساعة 12:28 ص

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


في كتاب مفارقات واقعنا
تكلمنا عن أربعة أبواب في المقال السابق ، تحكي فصول واقعنا الموجع ، تبدأ من باب الصرخة التي الجمت صرخاتنا ، وباب العاصفة التي ظنناها عارضاً ممطرنا ، وباب إعادة الامل ، الذي وكأنه تاه في طريق العودة ، وباب استرداد الحقوق الذي يصور ربط يوسف للجزرة برأس حماره .
ولا يربط ابواب هذا الكتاب الا شيء واحد فقط ، هو فرض سياسة الأمر الواقع ..
التي من شأنها التبلد في مستوى تفكيرنا وادراكنا ..

فتقفز بنا الصفحات إلى واقع بعيدا كل البعد عن واقعنا الذي نتأهب فيه إعادة الأمل ، واسترداد الحقوق ، في بابنا الخامس من كتاب واقعنا ويحكي دغدغة المشاعر ، لنتفاجئ بالخطباء وأئمة المساجد يسردون آيات وأحاديث الصبر ومايناله الصابرين ، بخطب منمقة ، يغيرون الكلم عن مواضعه ، من خلال خطب جوفاء ، قتل الروح فيها نزيف هذا الشعب ،

فما نبرح مذهولين من جور الصدمة ، حتى نجد أنفسنا ببابنا السادس من هذا الكتاب ومبوب بتوحيد الصف ، ودليل مصداقيته إقالة رئيس الجمهورية الشرعي المنتخب والمرجعية لهذا الشعب ، نعم يُقال رئيس الجمهورية ، وفي ظل الحرب ، ودون استفتاء من الشعب ، ودون سابق إنذار أو إعلان .

فنتفاجى بغته بأننا قد انتقلنا لبابنا السابع الذي لايشبه ماقبله بمنهج المباغته ، وفرض سياسة الأمر الواقع ، ولكن هذه المرة بكرم لم يسبق مثله كرم سبعة رؤساء للبلد ، وهو ابطان تقسيم المقسم ، لنتوق لزمن ما قبل الصرخة ، وانطلاق العاصفة ، فنبهت كالذي كفر ، بين كل مفارقات الأحداث التي عجزنا أن نقارنها بمعطيات الواقع المشهود .

وفي ظل هذا الصمت السائد الغير مفروض قسرا من المجتمع الدولي ، تتسلط أنظارنا ، خاتمة الكتاب ببابها الثامن وهو الباب الوحيد الذي يرتبط ارتباطاً كبير بنتائج وأهداف جميع الأبواب ، وهو الاقتناع بغير الاقتناع والجبر بطريقة اعلم فقط ولا تتحدث ، وانظر للظل ولاتبصر الحقيقة ، وبعد كل مراحل النمو هذه ، تظهر نتائح التحاليل والفحوصات ، بأننا البلد الأشد فقراً ..
(يا امةً ضحكت من جهلها الأممُ)

في حين نملك كل مقومات الثراء والنهوض ، بحيث كنا دولة قائمة بكل المقاييس الاقتصادية والإستراتيجية والدخل القومي ،

وما تكشفه تقارير خبراء الاقتصاد في العالم ، ونسرده على وجه السرعة ، أن بلدنا يمتلك 3 مليار من احتياطي النفط الخام وكان النفط يشكل 63% من إيراد الحكومة فأين هو الان ، أما في الثروات المعدنية فيمتلك ثروات من النيكل والنحاس والكوبلت والزنك ..
كم نملك كميات كبيرة من الذهب والفضة في عدة محافظات في سلاسل جبلية
فمن لايزال ينقب فيها ؟
كما تقع بلدنا بمركز استراتيجي بشريط ساحلي يبلغ طولة 2200 كيلو متر يخوله لأن يعود من أغنى دول العالم في الثروة السمكية ، غير أن قوى خارجية تمنع استغلال هذه الثروة بحجة دواعي أمنية ونحن نغط في الفقر والحاجة ، فمن المستفيد الأول من ثروتنا السمكية ؟

وفوق هذا امتلاكنا مضيق باب المندب ، الذي يربط البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي والقرن الافريقي ، ويحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد مضيق هرمز من الناحية الاقتصادية والاستراتيجيه ، وتكمن أهميته في أنه رابع اهم ممر مائي في العالم ، حيث تمر به (واحد وعشرون ألف ناقلة) سنويا ، بمعدل 58 ناقلة يومياً..
ثم ميناء عدن حدث ولا حرج فهو بمثابة عصب التجارة العالمية ، وترانزيت الملاحة العالمية ..
فكل ما ذكرنا سيقطي حاجة البلد من العملة الصعبة ، التى بدورها ستخرج عملتنا من حجرة العناية المركزة ، والموت السريري ، في غضون عام لا اكثر ، بحسب تقارير خبراء الاقتصاد العالمي ..

نحن على يقين أن الله سيقذف بالحق على الباطل ، وأنهم مهما حاولوا طمسنا في بؤر الأزمات وجعلوا منا أرباب الحاجة ، ورديفي العوز ، فإننا نعلم أن الله له كلمة ، وهو القاهر فوق عباده ،

وستكون كلمة الله هي القصاص العادل ،
ليأخذ كل ذي حقٍ حقه .
فلا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ..

وبهذا ستحل نفسها يا سيد ..!!