مازالت دماء الجنوبيين تسيل غزيرة وبشكل شبه يومي؛ وفي مختلف جبهات المواجهة؛ وعبر وسائل الموت الإرهابية وبصورها وأشكالها المختلفة؛ ورغم كل ذلك مازال الجنوبيون صامدون وثابتون في الدفاع عن خيارهم الوطني وإجتراح المزيد من المآثر البطولية في سبيل ذلك؛ غير أن المنطق هنا يفرض نفسه وبتساؤل كبير وبصوت مدوي : إلى متى سيبقى الجنوب وحيدًا يواجه عدوان المليشيات الحوثية وجرائمها ؟!
وعن أي جبهة موحدة لمواجهتهم يا ترى تتحدث عنها ( الشرعية ) ؟!
وهي التي تتغاضى تمامًا عن جبهات الجنوب المشتعلة مع الحوثيين ودون توقف؛ بل واللافت والمثير للإستغراب بأنها لم تكلف نفسها يومًا ولو من باب النفاق؛ أن تتقدم بالتعازي لأسر وأهالي الشهداء الميامين من الجنود والقادة من أبطال القوات المسلحة الجنوبية؛ ناهيكم عن عدم الإيفاء بما عليها من مسؤوليات.
أم أن السلام المراد الوصول إليه لا يعني الجنوب والجنوبيين؛ لأنه مصمم لتحقيق أهداف وغايات أخرى؟!
لقد دفع الجنوب من التضحيات مالم يدفعه أي طرف آخر في الحرب التي دخلت عامها العاشر؛ وهو أكثر من يتوق للسلام ويتمنى حدوثه وتحوله إلى حقيقة واقعه ومنذ زمن بعيد؛ غير أن هناك من يرغب بجعل دماء الجنوبيين ورقة رابحة بأيديهم للضغط والمساومة بها على طاولة ( السلام الخاص ) بهم؛ وليس بالسلام الذي ينشده الجنوب وأهله؛ والمحقق لآمالهم وهدفهم الوطني المشروع والمتمثل باستعادة دولتهم الوطنية المستقلة كاملة السيادة؛ فمن أجل ذلك فقط وفقط قدموا ويقدمون تضحياتهم الإستثنائية الغالية والعظيمة وبأكثر من صورة.