آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-06:47ص

لمن لا عيد إلا عيدهم

الأربعاء - 03 أبريل 2024 - الساعة 11:06 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص
- ارشيف الكاتب


لكم أنتم يا من عشت أعياد حياتكم طفلاً وصبياً وفي الكبر وما زلت مثلكم لا أطمع ولا ألهث خلف أعيادهم الملوثة بمشاعر التميز والتعالي باقتناء أفخر الأزياء وأثمن الهدايا من سيارات وشقق وفلل وتذاكر سفر.

لكم أنتم يا من لم تعتادوا على اختصار الأعياد والفرح والسعادة في ساعات وأيام سرعان ما تنقضى، مفوتين على أنفسكم اغتنام الفرحة والذوبان فيها والاستمتاع بوله الغياب فيها طوال أيام وساعات العام.

لكم وحدكم يا من تجدون عيدكم في ابتسامة طفل وتجدد ولادة في اكتمال وجبات يوم، في صباح غائم، وفي مزن سحابة، وظلال جدار وشجرة في يوم قائض.

لكم أنتم يامن اختلفت مواعيد أعيادكم عن مواعيد أعيادهم وتبدلت مظاهره عن مظاهرهم المقرونة بحسابات الترف والحلى والبذخ الخالي من مباهج الشغف والاكتمال.. لتبقوا أنتم وحدكم أصل طعم ونكهة كل عيد، أرضه.. وسماه.. حقيقته ووعده ومداه.

كيف لا تكونوا أنتم.. وأنتم من لم يغويكم مال ولا سلطة ولا جاه، عن اكتشاف جوهر وزخم وانتماء ما حولكم من بحر وبر.. رمال صخر، محيلين قيضها إلى برود وجفافها إلى سخاء وخوفها إلى أمان وسهولها وشعابها ومسالكها إلى حنين وعشق، ومواكب احتفال

إليكم أنتم يا من تصنعون أعيادكم بعرقكم وكدكم وتلاحمكم كل يوم وكل شهر وكل عام.. بأحلامكم وأمانيكم التي لا تنضب ولا تجف بعدم يأسكم ومخاوفكم من جوع وفاقه وحصار.


كيف لا تكونوا أنتم، وأنتم أساس كل شيء لا رجوح إلا لكفتكم ولا تستقيم حياة إلا بكم.. ولا عودة إلا إليكم.. ولا خروج إلا بمواكبكم ونقاء سريرتكم.
يفشل من يستغلكم، ويخور من يبيت لكم، ويذهب هباء من يترصد خطاكم.

لكم نقول عيدك سعيد مديد وكل صباح ومساء نهار وليل وأنتم بخير قبلاً وبعداً وكل حين.