آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:14م

عن وباء الكوليرا

الثلاثاء - 02 أبريل 2024 - الساعة 10:53 م

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب




عندما تنتشر الكوليرا هنا وهناك تعود بي الذاكرة الى مطلع السبعينيات من القرن المنصرم حينما انتشر الوباء
في محافظة تعز يومها كان يدير مكتب الصحة بالمحافظة
الدكتور القدير محمد عبد الودود ويومها كنت مع باقي الزملاء من ضباط الصحة ننتظر موعد الاعلان عن حفل التخرج الا أن الدكتور محمد
عبد الودود الذي كان يجلنا
جميعا وينظر لامكانياتنا بكل
التقدير أثر تأجيل الاحتفال
ولملم عناصر الدفعة بعد أن
وصل الى منازل البعض ممن
يعرفهم وبادر للتو بتوفير كل وسائل المكافحة للوباء ومن ثم
بدأ بتشكيل الفرق الميدانية
التي كنا نتراسها بجدارة
متناهية وفق الثقة الكبيرة
التي منحنا اياها وقسمت
المحافظة الى محاور فكان
محور هجدة من نصيبي وقد
اضطلعت من خلاله بمجمل المهام الوقائية والعلاجية
بنجاح جم وخلال تلك المهمة
زارنا وفد طبي من منظمة الصحة العالمية بمعية الدكتور محمد عبد الودود وأتذكر يومها بأن رئيس الوفد وهو طبيب روسي كان قد شدد على ضرورة اعطاء المريض اذ وصل حد الجفاف من ٢٠- ٣٠ لتر من محلول الملح عبر الوريد حتى يتجاوز مراحل الخطر وعموما كان كل الزملاء
عند مستوى المسؤولية في
عملية المكافحة في الجانبين الوقائي والعلاجي ليحرز الجميع نجاحات مبهرة جعلت وزارة الصحة تستعين بنا جميعا كدفعة متألقة في مكافحة الوباء الذي انتشر في محافظة الحديدة لنحرز جميعا مع بعض
الاطباء والفنيين وعمال الرش
عديد النجاحات وغير بعيد عن
ذات الموضوع كنت في أواخر
السبعينيات قد توليت تحرير
صفحة اسبوعية في صحيفة الجمهورية تحت عنوان الصحة
والمجتمع حظيت باهتمام الصحيفة ومتابعة القراء وبعد أكثر من سنتين بدأ المعنيون في مكتب الصحة ونقابة الاطباء يتعاملون بشيء من الغيرة ما جعلهم يبادرون بتحرير مذكرة لرئيس تحرير صحيفة الجمهورية أبدوا
من خلالها رغبتهم في تحرير
الصفحة الاسبوعية وقد أبلغني
بذلك رئيس التحرير الاستاذ
محمد السنيني ولم تمض الا
أيام معدودات حتى تم تكليفي
من قبل الطب الوقائي ومكتب
الصحة مديرا لصحة البئية بمكتب البلدية والذي كان يديره واحد من اكفأ القياديين على مستوى الوطن الاستاذ والمهندس الراحل عبده نعمان
قائد وبعد أن اعرضت عليه
قرار التكليف الذي كان بتوقيع
مدير الطب الوقائي الدكتور مطهر الديلمي ومدير عام مكتب الصحة الدكتور محمد أحمد الكباب قلت للمدير
الفذ والأنيق عبده نعمان أتمنى
أن تساعدني بأن تكون الفعاليات التوعوية من أولويات
صحة البئية قلت أول حاجة نبدأ بتحرير صفحة اسبوعية
في صحيفة الجمهورية بعنوان
البئة والمجتمع وبدأت بالفعل
بتنفيذ الفكرة مع أفكار اخرى
توعوية وارشادية يطول شرحها
لتصبح صفحة البئية والمجتمع منافسة بقوة لصفحة الصحة والمجتمع وبشهادة الكثيرين أتذكر
يومها خاطبني رئيس التحرير
الاستاذ محمد السنيني قائلا
خرجوك من الباب ورجعتلهم
من الطاقة..

عموما ايها العزاء
منذ أن انتشر وبا الكوليرا في السبعينيات وحتى اليوم وأنا أقول بأن المرض بات من الأمراض المستوطنة التي يصعب التعامل معها في ظل أوضاعنا البئية المتدهورة وقد تناولت ذلك عبر جملة من الكتابات والحلقات الاذاعية
المختلفة وكذا التقارير
الاخبارية المتعددة في اذاعتي
تعز وعدن وصنعاء والحديدة
وأخيرا وطني اف ام ومستقبلا
ان شاء الله عبر اذاعة عدن الغد

ما هو مرض الكوليرا...؟
هو مرض وبائي ينقله ميكروب
خاص يعرف بضمات الهيضة
يشبه الى حد كبير الواو أو
الواو المقلوبة وتنتقل العدوى
من الشخص المريض الى الشخص السليم عن طريق الأطعمة والأشربة الملوثة بالبكتيريا الناقلة للمرض
عبر الذباب ومن خلال الأطعمة المكشوفة لتبدأ بعد ذلك الأعراض وهي عبارة عن طرش واسهال شديدين قد يصل الى ١٠٠ مرة في اليوم ما يتسبب
في الجفاف وفقدان السوائل ومن ثم الوفاة اذا اهمل المريض
وللوقاية من الوباء
ينبغي التقيد بالنظافة الشخصية وغسل اليدين جيدا
بالماء والصابون مع مكافحة الذباب والتخلص من الفضلات بطرق مأمونة والاشراف الدقيق على أماكن بيع وتحضير الأطعمة والأشربة مع تكثيف الحملات التوعوية بمختلف وسائل الاعلام والاتصال السكاني

وخواتم مباركة للجميع