آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-01:28م

العرب بين مطرقة النفوذ الإيراني ومزاعم العداء لإسرائيل!

الثلاثاء - 02 أبريل 2024 - الساعة 01:22 ص

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب




المنطقة العربية اضحت ساحة صراع إقليمي ودولي ، تتسابق فيها إسرائيل وأمريكا وحلفاؤها ، وإيران وحلفاؤها على تقاسم النفوذ والمصالح ،ةعلى حساب العرب ومصالحهم وأمنهم ، أي خلاف بين المتصارعين السابقين الذكر ، يدار في أرض العرب وبأدوات عربية ، يخسر فيه العرب من دمائهم وثرواتهم واستقرارهم الكثير .

في يوم الاثنين الأول من إبريل 2024م ضربت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق ؛ فقتلت محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان ، وعددا من المستشارين الإيرانيين ، وأفرادا من الحرس الثوري الإيراني ، كانوا متواجدين في القنصلية ، بالطبع سترد إيران بتصريحات نارية ، وستتوعد بالرد ، الذي سيكن بأدوات عربية ، وفي أرض عربية ، وعلى حساب العرب ، ستوعز إيران للمليشيات الحوثية بتكثيف عمليات القرصنة في البحر الأحمر ، التي سينتج عنها استمرار انتهاك السيادة اليمنية من قبل تحالف حارس الازدهار ، عبر استمرار استباحة الأجواء والمياه اليمنية ، بمبررحماية وتأمين تدفق التجارة الحر في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب ، ناهيك عن الأضرار الاقتصادية التي ستلحق بالمواطن اليمني ، المنهك من الحرب منذ أكثر من تسع سنوات ، من المتوقع أيضا أن تحرك طهران وكيلها في لبنان حزب الله اللبناني ، وتكلفه بالقيام ببعض الهجمات الصاروخية غير المؤثرة على أهداف داخل إسرائيل ، أو تنفيذ بعض الاشتباكات المتقطعة في جنوب لبنان مع جنود للاحتلال الإسرائيلي ، ما قد يدفع الكيان الإسرائيلي للرد على مناوشات حزب الله ، بشن هجمات عسكرية على أهداف اقتصادية لبنانية أو مدنية ، تلحق أضراراً كبيرة بالشعب اللبناني في المقام الأول ، دون أن تلحق حزب الله أي أضرار ، تضعف من قدراته العسكرية لصالح بقية القوى اللبنانية الغير محسوبة على المحور الإيراني .

لو افترضنا زيادة حدة التوترات بين إسرائيل وإيران ، وإقدام إسرائيل على قصف أهداف داخل إيران ، فإن ردود فعل طهران ، لن تتجاوز تحريك وكلائها في المنطقة العربية ، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ؛ لاستهداف مصالح وأهداف أمريكية أو لها علاقة بإسرائيل ، ولا نستبعد أن تحرك إيران أدواتها في الدول العربية الأربع ، التي باتت تسيطر على قرارها العسكري والسياسي ، عبر مليشياتها المسلحة - لخلق مزيد من الفوضى ، وتهديد دول الجوار سيما عودة استهداف المليشيات الحوثية المملكة العربية السعودية ، المصنفة في نظر الحوثيين ونظر طهران بأنها دولة معادية لطهران ، كونها تعد ضمن الدول الحليفة لواشنطن الداعمة للكيان الإسرائيلي .

الخلاف الإسرائيلي الأمريكي مع إيران خلاف مصالح وتبادل أدوار بينها ، في إطار تقاسم المصالح الاقتصادية والنفوذ ؛ إذ تمثل أدوات إيران المليشاوية في المنطقة العربية حوائط صد للنظام الإيراني ، وأوراقا تلعب بها إيران ؛ للحافظ على مكاسبها السياسية والعسكرية ، سيما البرنامج النووي الإيراني ، وتحت شعار إيراني خادع محور مقاومة إسرائيل ، تستطعف من خلاله الشعوب العربية والإسلامية ، وتشرعن لمليشياتها وتدخلاتها التدميرية في المنطقة العربية .

#عبدالواسع_الفاتكي