آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-03:10م

كسوة العيد

السبت - 30 مارس 2024 - الساعة 06:50 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



تأخر راتب والدهم وهم يعلمون يقينا أنه لم يعد يغطي احتياجات الاسرة من اساسيات الطعام وقد بلغوا من الفهم والادراك ما جعلهم يخنقون احلامهم البسيطة في شراء كساء العيد غير أخيهم الاصغر مازال لا يقدر الامور وكلما اتيحت له فرصة الجلوس مع والده الذي هو ايضا يتحاشى مجالسة اصغر اولاده حتى لا يحرجه ويصدر له الوعود القاطعة لرحلة شراء كسوة العيد بين المحلات التجارية الخاصة بالملابس.
على غير العادة فقد ارتسم وجه والدهم بشاشة وهو يدعوهم للخروج بعد صلاة التراويح لشراء كسوة العيد ابتهج الاطفال وتهلل وجه أصغرهم وكسته الحمرة وهو يتشوق لشراء كسوة العيد كما اشتراها بعض رفاقه في الحي والمدرسة.
وفي الموعد كان الاب واولاده في رحلة البحث عن الكساء المناسب وهم يضعون اقدامهم على عتبات اول المحال التجارية التي قصدوها فاذا البضاعة من الملابس المعروضة عليها بطائق تحدد اسعارها وكأنها مسعرة بالريال السعودي فيعتذر الاب لاولاده ويطالبهم بالخروج وهو يمازحهم قد نكون بالخطاء وصلنا حدود المملكة السعودية فالاسعار كما تنظرون بالعملة السعودية وكان احد صغاره يحب ان يجاري والده في مزاحه لكننا لا نملك جوازات يا ابي
ينسحب الوالد وصغاره نحو محل مجاور وعند دخولهم يقف الصغار أمام عرض الملابس وهم يختارون ما يناسبهم ويسأل الوالد عن فاتورة ما اختار اولاده من ملابس فاذا بالبائع يخرج الأله الحاسبة ويبدأ بعملية ضرب وقسمة مطولة ارعبت والد الصغار وكاد أن يغمى عليه عندما سمع قيمة اجمالي مبلغ كساء العيد الذي اختاره الاولاد وهو يتحسس جيبه فما بجيبه ربما لا يكفي لقيمة بدلة واحدة لاحدهم فينسحب وخلفه صغاره خارج المحل ومن حول المحال مفترشي الارض بمعارض مفتوحة على الارض والاطفال ينظرون نحو ابيهم فقد كانت بغيتهم ملابس جميلة وبراقة من تلك المعروضة في فترينات المعارض يبادر الأب البائع بسؤال عن قيمة الكساء لاصغر الاولاد فيباغته بمبلغ قريب من المبالغ في المعارض وعند سؤاله عن سبب ارتفاع اسعاره مثل المحال والمعارض يكون جواب البائع موضحا سبب الغلاء فهو مستأجر الارض الذي يفرش بسطته عليها لمن يفرض قوته على المكان وان لم يدفع ربما تعرض وبضاعته للمضايقات ويدفع اتاوات لمن يفرض نفسه لحماية البسطات ويدفع ضرائب لعاقل السوق والمجلس المحلي ناهيك عن عمال العوائق الذين يتوافدون الواحد تلو الأخر .
ينسحب الاب وصغاره دون ان يشتروا شيء وصغاره يحبسون انفاسهم حتى لا يحرجون والدهم ويشعرونه بعدم قدرته على اسعادهم حتى في العيد
عصام مريسي