آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36م

تراحموا وعبدالملك السماوي

الثلاثاء - 26 مارس 2024 - الساعة 05:26 ص

ماجد زايد
بقلم: ماجد زايد
- ارشيف الكاتب


لا أشك أبدًا بغاية عبدالملك السماوي الإنسانية والصادقة، لكنه ليس ذكيًا وفهلوانيًا ليظهر بمظهر مختلف وطريقة محترفة تراعي نظرة المثقفين والجمهور المتضامن والمتحاشي لفكرة النظر في عيون الفقراء والمسحوقين، السماوي من جهة إعلامي قدير ومخضرم وله تاريخ محفور في ذاكرة اليمنيين جميعًا، لا أحد ينكر ذلك، ولكن لا شيء يبرر تحويل الناس لسلعة عاطفية وقيمة إعلانية حتى وإن كانت صادقة، لا قيمة حقيقية لبرامج عرض الفقراء ومعاناتهم سوى تكرار الإهانة للأسر المحتاجة وربطها بذاكرة الفقراء أنفسهم، الذاكرة التي تجبر الأشخاص على ممارسة الفقر كسلعة أساسية وهواية لاحقة خصوصًا مع زوال ماء الوجه من حياتهم، ماء الوجه هنا يرتبط بقيمة الشخص الذاتية، بنظرته لنفسه في سياق المجتمع، برنامج السماوي يمحو أمل الكرامة من مستقبل الأسر والأشخاص ليصنع منهم كائنات عالة ومعتمدة على غيرهم، كائنات تتعود السؤال والشحت والإهانة كمهنة لا بد من ممارستها للبقاء على قيد الحياة.. 

ومن جهة أخرى، بغض النظر عن فكرة التضامن مع مطحونين ظهروا بأشكالهم وفقرهم أمام الأخرين، الظهور من عدمه لا يغير واقع الفقراء وحياتهم بقدر ما التحاشي والتجنب يزيد معاناتهم، الفقراء بعد سنواتهم في المعاناة والعجز لا يفكرون بتاتًا بقيمتهم الشخصية وشكلهم المدفون أمام المجتمع والرأي العام، لا يخافون من فضح جوعهم وفقرهم ولعنتهم المتراكمة، هذه حقيقة، هم فقط يريدون الإلتفات إليهم بعين صادقة وتضامن مادي وقلوب خالصة لسماعهم ومشاهدة مأساتهم ومعاناتهم في زمن التطرف والتمنطق والمسلسلات النافخة في نار العداوات القديمة.

وبناءً ع الوجهتين، هذا النوع من البرامج مستفز جدًا، وواقعي جدًا، لا يجب إيقافه لأنه سينتهي بغضون أيام أو أسابيع، ولكن يجب عدم تكراره مستقبلًا، تجنبًا لإهانة الفقراء وإلصاق عار الفقر بمستقبلهم.

#تراحموا  #قناة_السعيدة  #عبدالملك_السماوي