آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-10:27م

مذكرات عملي مع فتحي بن لزرق في عدن الغد

الثلاثاء - 26 مارس 2024 - الساعة 12:01 ص

سالم المسعودي
بقلم: سالم المسعودي
- ارشيف الكاتب


بعد إيقاف موقعي شبوة برس عشت عام كامل ملاحقا من النظام السابق من عتق إلى ابين إلى الصعيد إلى المحفد .. كنت كل فترة وأخرى انتقل إلى منطقة كلما شعرت انهم عرفوا انني في هذه المنطقة أو تلك ..

بعد مرور عام من المعاناة تواصل معي صديقي العزيز فتحي بن لزرق وابلغني أنه فتح موقع جديد عدن الغد وأنه سوف يساعدني في راتب محترم لكي اسكن في عدن واشتغل معه محرر اخبار في عدن الغد وبأنه لن يعرف أحدا عن مكاني ابدا .. وقال لي سوف يقتصر دورك على استلام كلمة سر بريد عدن الغد .. تستلم من البريد اخبار المراسلين ثم تقوم بتحريرها وتصحيحها لغويا ونشرها في موقع عدن الغد ولن يعلم أحد بك ابدا .. قلت له اتفقنا على بركة الله . وعملت معه حوالي ستة أشهر ادخل بريد عدن الغد وااخذ الاخبار من المراسلين وحررها وصححها وانشرها .. كما وانني كنت اتابع كل جديد عن الحراك الجنوبي وأقوم بتحرير الاخبار ونشرها وكنت كل مرة انشر خبر واضع اسم مستعار لكاتب الخبر وبعض الاحيان أنشرها خاص ..

كان زميلي العزيز فتحي بن لزرق يقول لي لا مانع عندي أن تنشر اخبار وفعاليات الحراك الجنوبي ولكن أيضا اريدك تنشر اخبار الشرعية أيضا لا تكن متعصبا مع طرف وكنت اوعده بذلك لكنني لم استطع الوفاء بوعودي لصديقي فتحي كنت مشغل عدن الغد على اخبار وفعاليات الحراك الجنوبي ..

فهمني زميلي العزيز فتحي أكثر من مرة أن الوضع بحاجة إلى المرونة وان تعصبي مع خيار الاستقلال واستعادة الدولة سيؤدي إلى اقفال عدن الغد مثلما اقفلوا موقعي شبوة برس وان السياسة الإعلامية تتطلب مرونة ونشر اخبار الشرعية في الموقع لكي لا يتخذون قرار باقفال موقعه فطلبت منه يعين إلى جانبي محرر اخر يقوم بهذا العمل وأن يتركني أنا لتغطية اخبار وفعاليات الحراك الجنوبي فقط وفعل ذلك إلا أنني وبحكم انني نشيط في العمل الصحفي كنت في كل لحظة اكتب وانشر خبر حتى أصبح كل من يدخل موقع عدن الغد يجد معظم أخبارها عن الحراك واستقلال الجنوب مما زاد الضغط على الزميل فتحي وأدركت انني سببت الكثير من المشاكل والمتاعب لزميلي فتحي الذي لم يجرحني يوماً بكلمة ولم يطردني من عدن الغد برغم ماكان يكابدها من ضغوط .. أدركت أنا ذلك وقررت الانسحاب من ذات نفسي لكي لا نفقد موقع اخباري ضخم مثل عدن الغد وان اترك زميلي فتحي يستمر في إدارة موقعه بعقليته المرنة ويخدم وطنه الجنوب بالصمت وبعيدا عن التشدد والتعصب .. كنت في بادىء الأمر في نفسي شيء من الغضب على زميلي فتحي بأنه ليس قوي بما يكفي ليقف إلى جانب خيارات شعبه الجنوبي التواقه إلى الحرية واستعادة دولة الجنوب لكنني وبعد فترة أدركت بأن زميلي فتحي يتبع سياسة إعلامية مرنة تتطلبها المرحلة وانني لو استمريت في إدارة عدن الغد بعقليتي كان مصير الموقع التوقيف والاقفال..

أدركت أن النجاح الكبير الذي حققته عدن الغد تعود لعقلية الزميل فتحي بن لزرق الذي في صدره متسع لتقبل كل الآراء والتعايش مع الوضع بمرونة لم أجدها في عقلية رجل من قبل مثلما وجدتها في عقلية الزميل فتحي بن لزرق .. هذا الرجل الذي اول ماتعرفت به كان يراسلني في موقعي شبوة برس كان مراسل شبوة برس من محافظة عدن ويرسل لي اخبار وفعاليات الحراك الجنوبي اول بأول دون أن يكتب اسمه .. كان ومازال عنده إحساس ومشاعر جنوبية لكن الوضع يتطلب مرونة للإستمرار .. يتطلب أن يخدم الإنسان وطنه بدون تشدد وتعصب اعمى كما هي السياسة الإعلامية التي يتبعها الزميل فتحي بن لزرق وهي سر نجاحه وسر نجاح موقعه الذي وصل إلى اقوى موقع إخباري على مستوى اليمن .. ولو كنت استمريت محررا معه كان اليوم موقعه في خبر كان !

اتذكر حين كنت محرر في عدن الغد لم يعرفني أحد من الزملاء الذين كانوا يراسلون عدن الغد وكانوا معظمهم زملاء وأصدقاء لي لكنني لم اعترف لاي واحد منهم .. لأنني كنت في قائمة المطلوبين أمنياً وهم ايضا لم يعرفون ابدا انني أنا من استلم أخبارهم وحررها وصححها لغويا وانشرها لهم في عدن الغد غير واحدا من الزملاء شعر بي وراسلني وقال لي لقد عرفت اسلوبك في تحرير الاخبار وعرفت بأنك أنت سالم المسعودي الذي تعمل مع فتحي بن لزرق في عدن الغد وثق لن أخبر أحدا بذلك .. ورديت عليه وراسلته وشددت عليه أن لا يخبر أحدا لأنني كنت مطلوب أمنيا .. ذلك كان زميلي العزيز وصديقي الوفي الشهيد الإعلامي الكبير احمد بوصالح الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته .. عملت ستة أشهر مع زميلي فتحي بن لزرق وانسحبت وحتى اليوم لم يكن أحدا يعرف ذلك غير زميلنا احمد بوصالح والزميل الغالي فتحي بن لزرق وماكنت اريد اكتب ذلك لولى صورة رأيتها اليوم لزميلنا احمد بوصالح وحركت الذكريات الجميلة في رأسي .
يكفي أن زميلي العزيز فتحي بن لزرق احتصني وشغلني معه في موقعه عدن الغد برغم انني كنت مطلوب أمنيا ولم يكشف لأحد ابدا انني اعمل معه وهذا موقف نبيل للزميل فتحي لن انساه له ماحييت واشهد للزميل فتحي بأن لديه شخصية كارزمية نادرة .. شخصية مرنة لا مثيل لها ابدا .. صاحب صدر كبير يتسع لتقبل كل الآراء برحابة صدر ..شخصيته هذه هي سر نجاحه في العمل الإعلامي ! وهي التي أوصلته إلى قمة المجد والشهرة !