آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

عن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية

الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 10:10 م

عبدالسلام القيسي
بقلم: عبدالسلام القيسي
- ارشيف الكاتب




دم جديد وخيار جديد أضيف قبل ثلاثة أعوام لخارطة المعركة الوطنية متخلصاً من كل أدران العقود المنصرمة ومنبعثاً من ركام الدولة المفقودة لاستعادة الدولة والجمهورية ومثل المكتب السياسي اضافة نوعية للحرب والسياسة ..

نرافق، الذكرى الثالثة لاعلان  المكتب السياسي  للمقاومة الوطنية وقد تم تدشين فروعه بمدى ثلاث سنوات في مدينة مأرب وشبوة وفرع إب في قطعبة،وتعز ويلم بين خافقيه كامل الجغرافيا المحررة على هوى التحرير ولابد من صنعاء لتعانق المجد العسكري والسياسي، وطوارق المجد

المكتب السياسي ليس عصبويا ولا فئويا وليس مناطقيا،  فهو كل مدينة وكل جهة، وكل أفق، وهو الأفق، وكان وجوده ضرورياً لتجاوز اسباب ومسببات سقوط البلاد بيد الكهنوت، فالتخندقات لعقود بين الأطراف السياسية أسقطت اليمن بحضن الكهنوت، والتجاذبات السياسية أثرت على المعركة وخندقت البنادق وكان لابد من حراك سياسي ومن مكتب سياسي للمقاومة الوطنية منطلقاً من وسط الجغرافيا يعنى بالعموم لا بالخصوص وبالكل لا بالجزء، ويتخطى كل بواطن الخلافات،كي نعيد تصويب المعركة وفق الهدف وصوب الغاية الجامعة لليمنيين، لذا كان السياسي .

جمود ويبس أصاب صلب الجمهورية اليمنية فكرة ومعركة، وإنسداد فظيع لم تشهده البلاد، منه أسقط اليمن بشقه الأول ومنه أوهن الصف المقاوم في شقه الثاني،وكان لابد للظرف الملفت، وللرقعة المخربشة بالتهاون، وللملامح المنسدة في سحنة المقادير من شيء ينبثق إنبثاق الحياة من الماء، ويبزغ بزوغ الصباح من رحم الليل، ومن منقذ ينقذ ما تبقى لليمني من يمن
كان ولابد من مكتب سياسي يحفظ تضحيات الرجال وخلق فكرة جديدة، يحملها المنقذ، كطوق نجاة ومركب العودة من الأعماق، أعماق الدلهمات، الى المرافئ المزينة بالأعلام.

قبل ثلاثة أعوام من هذه اللحظة كان المكتب السياسي في رحم الخلد القيادي، يتشكل في قلب وعقل القائد، لا وجود له، وما نعيشه ونلمسه وما عانيناه هو الموت بطئاً، وتجمد دماء الحرية، وتكلس الخطاب، وتراشق الإخوة الأعداء الذين أفلتوا الصيدة وظفر بها الذئب النائم لستين سنة بعين واحدة وبالأخرى كان يتحين الفرص ليظفر كما قلت بالصيدة  وعشنا  سنوات الترهل وفقدان بوصلة الحرب، والى قبل ثلاثة أعوام، حيث بزغ المكتب السياسي فكان بداية تفكيك العقد، وازالة الدماء المتخثرة في الشريان الجمهوري

للمكتب السياسي سرديات كثيرة،

 أولها ، 
انتفاضة ٢ ديسمبر وظروف المقاومة الوطنية المستحيلة، فالحراس بقيادة الطارق الذين تشكلوا حرباً وفداءً في ثنية صنعاء أعلى الشمال وتوسطوا ببئر أحمد وسط الجنوب وتكاملوا في الوسط اليماني،بين الماء والرمل،والجبال والسواحل،بالساحل الغربي، وسردية القوة تلك هي اللب الأولي للمكتب السياسي، والانجاز الملحمي للحراس هو الرسم الرصاصي،نسبة الى طلق البنادق،للمكتب السياسي وهو حقيق بما أنجز وبما سينجزه .

ثاني سردية للمكتب السياسي هي مغادرة المجال المفخخ، لو أن العقود التي أنصرمت سليمة لما أحتيج للمكتب حتى، ولما سقطت الجمهورية بيد الإمامي الجديد، لذا غادر المكتب السياسي بقعة الشد والجذب، وترك خلفه دنيا التفاصيل المهلكة،بين الأحزاب، والجماعات، والشخصيات، والذوات والهويات، وابتعد عن كل طرق التفتت وعن تمزق الفكرة، فما على المكتب كونه المنقذ الا قدرته على المغامرة، ونية المجازفة، وحرارة الشباب، وفتوة كل حركات الإنقاذ عبر التأريخ، والإبحار بمجاديف من صنع اللحظات المقدسة تزمها دماء الشهداء في الجبهات، فلم يتخلى المكتب السياسي عن أصله الا بقدر تصويبه الفوهات صوب الغاية من منطلق استعادة الجمهورية، فلكل سقوط مواد صراع، والشاهد والمشاهد يدرك مواد ذلك الصراع الذي منه وفيه وبسببه أنسل الوطن من أيدينا فجأة فكان المكتب السياسي خروجاً نبيلاً وانفرادا واجباً عن معامع وعن بواعث ومشاكل كثيرة وتجاوزاً للوقيعة التي أودت بالنظام الجمهوري، بغض النظر عن الصائب والخاطئ في المراحل الرمادية فغاية القائد رئيس المكتب السياسي ومكتبه التخلص من أحابيل سنوات الخصومات، والتعالى على تخندقات العامة والخاصة والبدء بمرحلة جديدة ودماء جديدة وأدبيات جديدة لها شهية الإنجاز وخالية من شهوة المقامرة، ولها خفة الفتوة وبعيدة كل البعد عن ثقل المرحلة الكهلة، وهذه السردية الثانية للمكتب الذي أتى يوفق ولا يفرق، ينهي الخلاف بمادة الائتلاف، يجمع شتات الفكرة المتشظية الى أفكار ويرمم الجدران ولا يهدمها،لهذا تواجد،ومن أجل هذا تأسس.

السردية الثالثة للمكتب السياسي هي حفظ تضحيات جند الملحمة،الذين أهرقت تضحياتهم بمدخل الحديدة في اتفاق السويد، ولئلا يبزغ سويد ثان وكيلا تحفر للرجال حفرة أخرى وليكون واجهة تدافع وتدفع عن صفوف الجند وتفرض وتشرط أولويات الفداء في سبيل صنعاء وكل مدينة محتلة بسوادية المكهف الإيراني

سرديات كثيرة للمكتب السياسي. ومنذ إعلانه بدأ بتذويب الخلافات،ونجح المكتب في ذلك،ووفق بين الساحل وتعز وبين الجنوب والشمال وبين مأرب والساحل،وكان نقطة التقاء الجميع على مستوى دول الإقليم، وعلى مستوى الاطراف الجمهورية في رقعة المعركة، فهو مع الجنوب دون أن يكون ضد الشمال ومع تعز دون أن يتنكر للجنوب، فلم ينحاز لهذه دون تلك ولا لجبهة دون أخرى، وهذه إحدى أعظم نجاحاته، خطابه يمت للجميع بصلة، من جبل رأس والى جبل البلق، بدأ في الساحل الغربي، ودشن مكتبه في شبوة،وفي مأرب ايضا، وأنغرس في تعز، ويتعالى بإب في قعطبة، ووحده فقط يستطيع المكتب أن يقيم أوتاده في كل جبهات الوطن ليستعيد الوطن،بكل عظمته

ينحاز المكتب السياسي للشباب،وهم أصل ومادة الفكرة الوطنية، والغد المشرق، واغلب رؤوساء دوائره من عينات تحمل الفكر الخلاق المتصالح وقد توزع المكتب بدوائره بين المحافظات والمدن اليمنية فهو من اليمن وباسم اليمن،من حضرموت الى صنعاء، ومن الساحل الغربي الى مأرب،شبوة وتعز، وكل نخبة المكتب هم أفذاذ راهنوا على الطارق وراهن عليهم، أمناء ورؤساء دوائر واعضاء، 

وهاهو بعد ثلاث سنوات اصبح المكتب السياسي  ركناً من أركان المعادلة الوطنية،بحرب أو سلام،فللحرب حراس الجمهورية الذراع العسكري للمقاومة الوطنية وللسلم الذراع السياسي وهو المكتب،
يدٌ للمعركة تقبض بندقية الخلاص ويد للسلام العادل،
كف بساح الوغى يضرب الأرض فتتطاير غباريات العدو وكف تضرب الطاولة فتسكت حجج العدو وتوهنه،والمجد كل المجد للأحرار في كل حدب وصوب بكل حزب وجبهة، وتحيا الجمهورية اليمنية، واليمن خطاب ورأي ورؤية وهدف وغاية كل الأحرار، ووجد المكتب ليعزز ويغرس المبدأ المكرم بالأرض..

ولا بد من صنعاء، ومن كل ذرة تراب على هذه البلاد اليمانية، ولابد من صعدة.