آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-12:58ص

متى نلملم بقايا الدولة ؟

الجمعة - 22 مارس 2024 - الساعة 11:44 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


لا يستنشق الدخان الا من أراد لوي الحديد ، فمهما كان الصعود صعباً ، ستنسى ذلك الوصب حين تنظر من القمة .

هذه هي الأحكام التي قامت عليها قوانين طبيعة هذا الكون ، ما بين تقلبات الأحوال وعدم الالتزام بثوابت الفطرة .

نحن نبحث عن دولة لسنا أقل شأناً من غيرنا ، نحن ذلك الشعب الذي ارهقته وعود الفرج ، لسنا ممن يطلبون الممتنع ، ويجبرون العاجز ، نحن ذلك الشعب المتسلط على مصطلحات العوز ، ونستبشر بملذات المعاناة ، ونسرق من جوف الاسى لحظات السعادة ، نحن الشعب الذي وان جار الزمان يبقى سقوطنا استقامة ، مهما اعتلانا الجوع ، يظل ملحنا مع الخبز وليمة ، نحن ذلك الشعب الذي يملك كل شيء وترهقه الحاجة ، نحن ذلك الشعب الذي كسر كل المفارقات نحن ذلك الشعب الذي يصور الصمت كل ماينتابه ، نحن الذين لا نحتاج إلى حقائق ، حسبنا ماترون من واقعنا العريان .

حسبنا ما نعيشه من قحط الحاضر ، وانتظار غفار الآتي ، مابين سياسة قائمة في وطن مفقود في ظل قوانين الإنسانية السائدة ، وحقوق تحميها الورق .

نحن الشعب أعلى سلطة في كل وطن فدلونا اين الوطن ، أخبرونا عن ملامحه ، عن ماهيته عن بقايا من بقاياه ، فنحن لانريد سوى أن نكون بشر في حيز جغرافي يدعي أنه يمتلكه .

لا نريد قانون المعلم ولا العلاوة السنوية ولا البدلات ، لا نريد تذاكر للخارج ، ولا نريد سياحة ولا ترفيه ، نريد أن نعرف أين موقعنا الاعرابي في جملة:
(اين نحن في هذا الوطن) .

فقد هتفنا بكل الشعارات وتملقنا الى حد الشتات ، حتى نالت الاحرف منا حد الهجاء لعلنا نسترشد ببصيص امل يصور لنا ولو لوحة باهته لملامح بلد تاه ولا نعلم مع من والى أين ؟ أو في أي اتجاه .

أيّ سهمٌ يا بلادي تتقين
كثُرت فيك نِبال الطامعين
من قريب كان يُرجى عونُهُ
أو عدوٍ من ذوي الحقد الدفين

نحن هنا نحن الشعب نحن الذين نكفل شرعية كل الساسة وكل المتدخلين ، ونملك الحق في ثبات هذا الوطن ، نحن لا نتسول من أحد احقيتنا ، ولا نطلب إصلاح حالنا بقدر ما نريد أن نلتمس ونتحسس ولو جرح في جسد هذا الوطن ، نريد أن نقول هذا وطني هذا ملكي من أقصاه إلى أقصاه ولكن يااسفاه !؟.

كلّ شبر فيك جُرحٌ غائرٌ
فمتى يا نور عيني تبرئين؟

لهذا نقول بلسان واحد وبنبرة حادة تصنعها حروف التهكم في مخارج الحناجر
وبلسان حال كل فرد في هذا الشعب الحائر : _( هرمنا ) _.
سنقولها حتى يخرج الصوت من اوتنة القلوب ويحطم صدى الاذان ، ويفتح ثلمة للنور ، تمر عبرها الكلمات لعلها تلامس مسامع الضمائر ، فحينها نتحرر من قانون الحرية الجائر ..

وبهذا ستحل نفسها ياسيد ..!!