آخر تحديث :السبت-16 نوفمبر 2024-01:37ص

حوانيت لا مستشفيات.

الثلاثاء - 19 مارس 2024 - الساعة 10:16 م
غمدان ابواصبع

بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب




تكتظ الشوارع في المدن اليمنية بالمستشفيات والمراكز الصحية لأنها في الواقع حوانيت مهمتها التسريع بانتهاء المريض وإحالته إلى الموت البطيء فهي وان كانت تحمل شعار الصحة العالمية لأنها لافتات تظليلية تجافي حقيقة الدور الذي تقوم به تلك المراكز .

وهنا سوف اروي قصة عشته مرضت طفل جاري فنادني لأصله إلى المستوصف بالمدينة الخضراء بمحافظة لحج وعندما وصلنا سألت هل عندكم طبيب اطفال رد علي العاملين عندنا طبيب عام وأشاروا إلى غرفة تحمل اسم الطبيب العام قطعنا سند وتوجهت مع جاري وابنته الصغير لغرفة الطبيب العام لأتفاجأ بأن الطبيب العام ماهو الا ممرض اعرفه شخصيا سلمت عليه وقلت له فين الطبيب العام رد علي انا الطبيب العام وابتسم ابتسامة خفيفة لكون يعرف اني اعرف أنه ممرض .

فتلك المراكز لا تأتي بكادر طبي متخصص لانه لن يقبل بفتاة وإنما تأتي بممرضين ومتدربين لتقدمهم على أنهم أطباء وهذا جوهر الفشل الذي ينعكس على المواطن بالكارثة فهذه المستشفيات لايهم تقديم العلاج للمواطن بقدر ما يهمها الربح وان كان ذلك على حساب صحة الشعب .

فهي تحمل مهام واحد فقط نهاب مافي جيب المريض وتدمير صحته من خلال التشخيص الخطأ وهو تشخيص يفيد بأن الكادر العامل بها غير مواهل ويفتقر إلى أبسط المعرفة بالمرض فالطبيب يتعلم في هذه الحوانيت كيف يصرف كمية من الأدوية دون معرفته بأن هذه الأدوية تتناسب مع المريض وما يشكو منه وهذا طبيعي فكيف له معرفة أضرارها طالما ليس بمقدور تشخيص المرض لكي يختار العلاج المناسب والطبيعي .

ولا استبعد أنه يجهل ما تفيد الفحوصات والأجهزة التي طلبها من المريض فهو لا يرى الفحوصات باعتبارها توضيح لحالة المريض وانما فقط لجني الأرباح وان كانت غير ضرورية للمريض .

ليجد المريض نفسه نتيجة تلك الأدوية الذي صرفها له الحانوتي تزيد من الأمراض الذي تثقل جسده رغم أن المريض عندما دخل تلك المستشفيات والمراكز الصحية كان يشكو من مغص أو زكام لينتهي مشوارة بعد دخول تلك المراكز مكتسح بالأمراض المزمنة لتنتهي حياته بالموت بخطأ طبي .


الغريب أن الرقبة الصحية لوزارة الصحة مغيبة وكأنها غير معنية فما يهمها هي ومكاتب الصحة بالمحافظات جني المبالغ المالية لإصدار وتجديد التصاريح دون ابهين بحقيقة الكادر الذي يدير تلك المستشفيات ولا بالثمن الذي يدفعه المريض من ثمن باهظ وهو حياته وماله .

وهنا ادعو الصحفيين ووسائل الإعلام بعد أن فقدت مكاتب الصحة والوزارة دورها في ظل تولي إدارتها شلة من الفاسدين ممن ادمنو الرشوة و للبحث والتحقيق بمدى قدرة تلك المستشفيات الخاصة والمراكز الصحية على التأهيلية الذي يتحلى به الكادر الطبي لديهم لحماية المواطنين من التدمير الممنهج لأطباء فقدوا الإحساس والإنسانية تجاه مريض جاء لتعالج من أمراض بسيطة ليخرج منها مصاب بمرض خطير