آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-06:29م

أطباء عشره في واحد..!

الثلاثاء - 19 مارس 2024 - الساعة 07:19 م

فهد البرشاء
بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب




للوهلة الأولى ومن خلال العنوان أعلاه سيعرف القارئ مضمون المقال قبل أن يدلف إلى تفاصيله وفقراته،وسيعرف تماماً أن هناك من جمعوا كل المهن في شخصهم لاسيماء من يدّعون الطب..

وحتى لايظن البعض أننا نعمم بمقالنا هذا أو نستهدف الجميع وجب مني التوضيح بإن المقال لايستهدف الشرفاء ممن يمارسون عملهم وفق دراستهم ومستوياتهم وخبراتهم العلمية وليس التجارية..


هناك شرفاء أمتهنوا مهنة الطب فكانوا خير من يمثلها وخير من يقوم بها فأدوها بصدق وضمير ونزاهة وإخلاص ولم يتجاوزوا الخطوط (الحمراء) في عملهم وتوقفوا عند نقطة الإختصاص فقط وأبدعوا فيها جداً جداً..



بينما هناك من تجده يضيف لإختصاصه عدد من المهارات والحرف التي غالباً ماتكون خارج تخصصه وعمله وشهادته ليس لانه يجيدها أو يصيب فيها في (تكهناته) أو حتى إشاراته، ولكن من باب (الأسترازاق) وزيادة منسوب الدخل بعد أن أصبحت مهنة (الطب) للأسف الشديد لدى الكثيرين تجارة رابحة مائة في المائة..


ولعل الكثير ممن أجبرتهم الظروف المرضية دخول العيادات (الخاصة) لاحظوا هذا (التخبط) والعشوائية في عمل من يملكون هذه العيادات وكيفية إستحالة هذه العيادات لممارسة التجارة مع المرضى من خلال تخصصات خارج إطار ومضمون المهنة والشهادة والمستوى التعليمي..


فعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد أحدهم أو إحداهن متخصص في مجال محدد ولكنه (يحشر) أنفه في هذا وذاك وفي كافة الأمراض والتخصصات والمجالات فإن صابت خيراً وبركه وإن لم تُصب يكررها مراراً وتكراراً وكل ذلك كي تُدر عليه أرباحاً طائلةً دون أدنى مخافة من الله..


والمصيبة الأعظم أن بعض البشر أو المرضى (ينساقون) خلف هؤلاء كالقطعان دون هداية أو دراية أو (تأني) بل ويعطونه الأمان الكامل ويسلمونه أجسادهم وأرواحهم دون تفكير بالعواقب الوخيمة التي قد تحدث نتيجة هذا الغباء المستفحل..


أطباء عشرة في واحد أقل ما يمكن أن نصف (بعضهم) به، في ظل إشتغالهم بالعديد من التخصصات إلى جانب تخصصهم الرسمي أو بالأصح (دراستهم)، فتجدهم (فنيين) ولكنهم يشتغلون أسنان وعيون ومسالك وعقم وأحياناً أنسجه وبواسير،بمعنى آخر موسوعة متكاملة(والحليم تكفيه الإشارة)، وغيرها من المجالات التي يبحثون من خلفها عن (مدخول) كبير..

للأسف لم يعد الطب تلك المهنة التي تهدف في مقامها الأول لخدمة المرضى،ولم يعد الجيش الأبيض ذلك الذي نعول عليه الكثير والكثير،بل أساء لهم البعض حينما حولوا مهنة (الطب) إلى مهنة (يغرفون) من خلالها الأموال الطائلة بلا خوف أو أمانة أو ضمير..