آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:11م

أحداث الشرق الأوسط مقدمات ونتائج ..

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 10:51 م

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


ومما ينبغي الإشارة إليه والوقوف عنده مايلي : الحقيقة أن وقائع البحر الأحمر وباب المندب كانت نتيجة لمقدمات متلاحقة وخلاصة لحيثيات سابقة يمكن الإشارة إليها في الآتي :
1 / منذ تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقطبية العالم في العام 1991م وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي شرع صانع القرار الأمريكي في فرض الواقع الشرق أوسطي ذلك الواقع الذي الذي رُسمت ملامحه أمريكيا في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ليتم الشروع فعليا في تنفيذه بعد ذلك مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي ومستمرون في ذلك حتى يومنا هذا والمتمثل في :
--- تقويض الدول القُطرية العربية الكبرى
--- نشر الفوضى الخلاقة ، الإثنية ، الطائفية ، إنعاش الأقليات ، تمكين الميليشيات والجماعات المسلحة واستخدامها لضرب القيم الاجتماعية وتمزيق الانسجة الاجتماعية وتفكيك القائم من القوى والجيوش والقبائل والأواصر والمؤسسات
--- فرض إيران كقوة كبرى بالمنطقة تحت شعار تصدير الثورة ولتمكين إيران من ذلك تم غزو افغانستان وكسر الطوق الشرقي المطوق لإيران جغرافيا وأيدلوجيا واستراتيجيا ثم غزو العراق لكسر الجدار الفولاذي الذي يقف في وجه التمدد الإيراني غربا
-- التمكين للكيان الصهيوني واعتماد القدس عاصمة له وتصفية القضية الفلسطينية .

2 / ما يحدث بفلسطين المحتلة وما يدور بالبحر الأحمر وباب المندب وما تمربه الأقطار العربية من محن كالعراق وسورية واليمن ولبنان وليبيا وتونس والسودان ومصر بالإضافة للزاوية الضيقة التي حشرت بها دول الخليج .
كل ذلك واقع رسمته واشنطن ونفذته على الأرض ضمن استراتيجات محددة وسياسات ثابتة.

3 / الأحداث والوقائع القائمة حاليا بفلسطين وباب المندب والبحر الأحمر ليست نهاية المطاف بالنسبة للأمريكي ولا تمثل قلقا بالنسبة له فهي في نظره تمضي كمأمورة في سيرها وبوجهة معلومة.

4 / على المهتمين ومراكز الدراسات محاولة استشراف القادم واستقراء ما يضمره الأمريكي وقطع الطريق ما أمكن على مسارات الشر المرسومة للمنطقة.

5 / البناء الذي أنفق الأمريكي بالأمس مليارات الدولارات لهدمه وتقويضه ليس على استعداد لدفع المليارات لإعادة بنائه اليوم.

6 / الواشنطن بوست ( لسان حال البيت الأبيض والبنتاجون والسي آي إيه والإف بي آي ) كشفت الأسبوع الماضي وبينت ووضحت وأعلمت حيث نشرت الخلاصة والمنطوق والنتيجة وذلك في ما تناولته عن المباحثات الأمريكية الإيرانية بمسقط حول الأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق وسورية واليمن والبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي .
هذا ما تريده امريكا أن تتحدث مع ( رأس واحدة ) حول المنطقة العربية وإشكالاتها وقضاياها الكبرى .
( الرأس الواحدة ) هو التعبير الذي أطلقه بريمر حاكم العراق الأمريكي سابقا في معرص ارتياحه من الأدوات الإيرانية بالعراق عند التحدث معها عن الوضع الذي يراد للعراق ومن هنا فالأمريكي يريد ( الرأس الواحدة ) للتفاهم معها حول قضايا المنطقة العربية والشرق أوسطية والقرن الشرقية لأفريقية تلك الرأس هي إيران التي صُنعت على عينه واختارها بعلمه واختطٌت أدوارها بقلمه .