آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-11:02م

سلطنة عمان الجار الوفي

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 08:11 م

احمد عبدالله المجيدي
بقلم: احمد عبدالله المجيدي
- ارشيف الكاتب




عندما اضطرتني الظروف القسرية والاستثنائية بسبب حرب العام 2015م العدوانية على وطننا، للخروج الصعب والثقيل على النفس من الوطن، حططت رحالي في أرض طيبة هي الشقيقة والجارة القريبة سلطنة عمان، التي تفتح أذرعها وصدرها لنا كيمنيين قبل أن تفتح منافذها في اللحظات الإنسانية الحرجة، حيث لا يبقى من سبيل أمامنا سواها حاضناً ومحتضناً في الساعات الصعبة.

حدث ذلك في العام 1994م جراء الحرب العدوانية على بلادنا في صيف ذلك العام، وتكرر في العام 2015م بسبب حرب العدوان الثانية من قبل الحوثي و من تحالف معه.

هذه المرة حللنا في أرض عمان الطيبة، عمان العربية والإسلامية، عمان ذات الأثر والتأثير إنسانياً، والتي لطالما حظيت باحترام العالم نتاج سياساتها الحكيمة، وعقلانية وواقعية تعاملها مع القضايا المختلفة عربية أو إسلامية أو حتى دولية، بحياد تام وبمبادئ درء الفتن وإطفاء الحرائق دون صب الزيت على النار في هذه المنطقة أو تلك.. ولذلك حظيت السلطنة باحترام وتقدير القوى المؤثرة دولياً بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، وساعدت كثيراً في التقاء الفرقاء المتنازعين كأرض محايدة ٱمنة، تستطيع دبلوماسيتها أن تردم الفجوات وتوحد الجهود نحو الحلول، ودون التدخل كطرف في هذا النزاع أو ذاك.

تشهد على ذلك مختلف القضايا عربية أو إقليمية أو حتى دولية، ومن ذلك قضيتنا في اليمن التي طال أمدها، ناهيك عن القضية الفلسطينية أو الفتنة في سوريا ولبنان وسواهما.

لقد عشت في السلطنة الحبيبة أربعاً من السنين ونيف، وما أحسست يوماً بالغربة أو التفرقة، وكانت الرعاية أخوية صادقة من قيادة السلطنة، ودافئة نابضة بالمحبة من الشعب العماني الشقيق.
و ذلك وجدت لزاماً علي أن أبعث هذه الخواطر التي قد لا تفي السلطنة حقها، ليس تجاهي فحسب بل تجاه شعبنا اليمني، وعلى طول المنعطفات التي مر بها شعبنا في الثلاثين السنة الماضية.

ومما يلفت الانتباه صدور الإعلان الجريء من السلطنة مؤخراً لأخواتها في مجلس التعاون الخليجي، التي أكدت فيه تمسكها بنهجها المستقل في التعامل مع القضايا المختلفة، ومغايرتها لسلوك الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، مما يفاقم المشاكل وتصبح التدخلات لحل القضايا في هذا البلد أو ذاك من قبل الجيرة في مجلس التعاون الخليجي جزءاً من المشكلة لا الحل.

كما نوهت الرسالة العمانية لشقيقاتها في المجلس رفض السلطنة لسياسة الإملاءات أو التدخل في الشؤون الداخلية، بما في ذلك شؤون السلطنة نفسها، وهو ما يعد انتهاج عمان لسياسة جديدة تغادر فيها الحياد ومراعاة الإجماع الخليجي إلى الانفراد بموقف عماني خاص بها وحدها.

ويستطيع المتابع للشأن العماني أن يطلع على الرسالة العمانية لشقيقاتها في المجلس، من خلال الحساب الرسمي بمنصة إكس (تويتر سابقاً) للأستاذ في جامعة السلطان قابوس الدكتور حمود النوفلي.

لعمان السلطنة ولسلطانها وشعبها كل التقدير والعرفان على كل ما قدمته وتقدمه لشعبنا، ومني شخصياً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة لي ولأسرتي على مدى أكثر من أربعة أعوام.

وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لجلالة السلطان المفدى هيثم بن طارق، على سعة صدره لاستقبال عشرات وربما مئات اليمنيين من رجالات الدولة أثناء لجوءهم للسلطنة الشقيقة في محنة الحرب الأخيرة، ومنهم من عاد مؤخراً ومنهم مازال في عمان الخير إلى حين.
وبالمقدار نفسه من التقدير والعرفان والشكر أتوجه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، على احتضانهم مئات من القيادات اليمنية عسكرية ومدنية في أرض المملكة.. والله من وراء القصد.