آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:42ص

القصة الكاملة

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 12:46 ص

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب



لكل شخص قصة كاملة لا نستطيع الحكم عليه إلا من خلال النظرة الكاملة في شخصيته ولو نظرت إلى جزء من تاريخ الإنسانية لرأيته كذلك إما تاريخ أمة مهتدية أو ضالة ، مؤمنة أو كافرة بخلاف ما تسميه مناهج التاريخ غير الإسلامية بالحتمية التاريخية والتي ترى بأن التاريخ هو الذي يحدد نوع القيم والعادات والأحكام الذي تسود في المجتمع من الشيوعية إلى الإقطاعية إلى الزراعية فالصناعية .. في محاولة للتهرب من الدين الذي هو ناشئ من الحاجة الفطرية ومن داخل النفس لا من خارجها على كل فهي نظرة جزئية أخطأت في حكمها على الإنسان ، وقد رأينا القرآن الكريم يسير مع القصة وينقل لنا القصة بأكملها بما فيها من ضعف وسقوط وقوة ونهوض وخذ أي قصة ستجدها شخصية كاملة ومن ذلك قصة الأبوين آدم وحوى فقد خلق الله آدم بيده وأسجد له الملائكة تكريما ثم أدخله وزوجه الجنة ثم وقع في المعصية فعوقب بالخروج من الجنة وابتلي بالطاعة فتاب وقبل الله توبته ومحى خطيئته وجوزي بالعودة إلى الجنة فبجمع أجزاء القصة مع بعضها وقد تاب من معصيته ورجع إلى ربه تجتمع لنا قصة هداية كاملة تمثل نقاط الضعف فيها عوامل تجارب استعاد بعدها قوته ولم تكن مهاوي هلكة لا رجعة بعدها للتوبة والخير والحق والنجاح
فالمنهج الإسلامي منهج متميز لا يحرم أحدا من الإستفادة من مجموع حياته فرب رجوع متأخر تبني به مجدا عظيما وتسوي به الأخطاء السابقة كما قال المولى سبحانه ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان غفورا رحيما ) وكما يقال " العبرة ليست بنقص البداية وإنما بكمال النهاية " ولو كانت الخطايا سقوط نهائيا لكانت الحياة جحيما لا يطاق ولكن الله تعالى رحمنا بالإسلام وبالتوبة فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الإسلام يهدم ما قبله وإن التوبة تجب ما قبلها ) ليعلمنا أن في الحياة متسع كبير لتحقيق نجاح - ولو كان متأخرا - تبدو معه صورة حياة الشخص لوحة جميلة متكاملة كما قال الخالق سبحانه ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين )

٧ / رمضان / ١٤٤٥ هجرية