آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:19م

فاكهة الإعلام

السبت - 16 مارس 2024 - الساعة 11:13 م
ماهر البرشاء

بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


عرفت الأستاذة فاطمة باعباد ربما قبل 6 أعوام أو أكثر، وكان ذلك عن بعد، ولم يكن يربطني بها أي تواصل على مواقع التواصل الاجتماعي غير إنني كنت أتابع (فاكهة) الإعلام من منزلي بمحافظة أبين، وهي الساكنة بلحج الدارسة بقسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب قبل تحوله إلى كلية مستقلة لها ثلاثة أقسام متفردة.

سنحت لي الفرصة ذات يوم أن بالإعجاب على منشور خالها الإعلامي الكبير الأستاذ معروف بامرحول الذي بارك تخرجها من قسم الصحافة والإعلام وتعيينها معيدة بالكلية، رأيت في نظرات فاطمة، من خلال الصورة المصاحبة لمباركة الأستاذ معروف بامرحول، مستقبل مشرق في بلاط صاحبة الجلالة وعزيمة تكاد أن تضاهي عزيمة 20رجلًا.

رأيت في عيني هذه الإكليلة، وطن حزين وحلم أصبح من السهل تحقيقه، رأيت فيها نظرة كبرياء وعزة وشهامة لم أرها من قبل في مسؤولين كبار تركوا الناس لسنوات تعاني وتئن من ويلات الحر الحارق مع كل فصل صيف، وارتفاع الأسعار الجنوني، وانقطاع مرتبات المعلمين الغلابى على باب الله.

كل هذه الإيحاءات كانت في عيني فاطمة لكنني لم أكن منتبه للإنسانية التي تصاحبها ولا للتواضع المنغمس في عمق روحها الطاهرة النابعة من ثرى لحج الخضيرة، وبساتين الحسيني الغناء التي ظلت زيارتها أمنية عزيزة طالما داعبت خيالي ولم يحالفني الحظ بتحقيقها، غير أن روائح فلها وكاذيها العابق بالجمال كان ومازال وسيظل حاضرًا في مسام رئتي عدن التي نتنفس من خلالهًا عشقًا وحبًا وجمالًا.

وقبل دخولي كلية الإعلام بعدة أشهر تواصلت مع (الفاكهة) وهي المرة الأولى عبر الماسنجر وأوضحت لها بأنني سأكون طالبًا هذه السنة، رحبت بي وأعجبت بالفكرة ككل أستاذة تستقبل طلابها حتى وأن كانوا عاقين بقلب أم رؤوم لا يريد من ذلك الشبل إلا أن يضيء نجمًا ساطعًا في سماء هذا العالم الأزرق.

بدأنا الدراسة وكانت فاطمة إحدى أعضاء هيئة التدريس لي في مستوى أول، حيث أن كل محاضرة لها بالنسبة لي إبحار في فضاء عالم الإعلام الواسعة و(مدخل علم الصحافة)على وجه الخصوص المساق الذي كان حينها يُدرس على يديها الباسطتين، القابضتين للحرف والكلمة.

رافقتني فاطمة في مستوى ثاني بمساق (الفنون الصحفية)، واليوم وأنا أعكف على تأليف كتابي "الطريق إلى الصحافة" بمستوى ثالث أود القول :إن فاكهة الإعلام فاطمة، لا زالت تطحن نفسها كما تطحن الرحى حبوبها لخلق رسالة سامية، وثقافة عالية، وجيلًا إعلاميًا واعيًا متسلحًا بالعلم، والمعرفة.