آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:25م

هوامش على جدران الزمن..!

الخميس - 07 مارس 2024 - الساعة 10:05 ص

فهد البرشاء
بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب





هل أكتب على جدران الزمان عن ذات وطن في ذات عام وذات زمان..

هل أكتب عن ذات كيانٍ ووجود وهيبة ومكانةٍ تبددت وتلاشت حتى غدت لاشيء..

هل أكتب عن ذات جغرافيا كانت سائدة يهابها الكل حفظت لذات شعبٍ كرامته ومكانته وقيمته..

هل أكتب عن حنين يعصف بكل من سُلب أبسط حقوقه حتى بات متسولاً على قارعة الطرقات أو ردهات المساجد..

هل أكتب عن ذات حقوق صارت حُلماً يرقد في جنبات المحال بعد أن وُسد الأمر لمن لايعي من لغة السيادة سوى السلب والنهب وأكل الحقوق..

هل أكتب عن سماء يلتحفها البسطاء وأرض يفترشها النازحون ومرار يتجرعه المحرومون من (كسرة) خبز يابسة..

هل أكتب عن طفولة اختصرت مسيرتها رصاصات غادرة، أو قذائف هادرة، أو ألغام باطنة..

هل أكتب عن أمهات ثكلى لاتعد ولا تحصى يعتصرهن الوجع ويمزقهن الحنين ويكتنفهن الأنين..

هل أكتب عن أعزة قوم أذلتهم الحياة بتقلباتها وواقعها المرير وأنسكب ماء وجوههم وأختلط (بعرق) الحاجة والعوز..


هل أكتب عن خوالٍ مضت وتولت كان فيها للفرحة مكانٌ وللسكينة موقع وللسعادة موطئ؟

سأكتب عن ذات وطنٍ نشتاق له ونحن لكل تفاصيله الدقيقة رغم كل شيء فيها، إلا أنه كان يكتنفنا ويحتوينا بدفء وحنان..