آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:01ص

عندما يتحول شرب الشاي إلى إنجاز.

الأربعاء - 06 مارس 2024 - الساعة 07:17 م

عبدالفتاح الحكيمي
بقلم: عبدالفتاح الحكيمي
- ارشيف الكاتب


فعلاً شيء مذهل وخرافي لا يصدق هذه الأيام كما تقول العناوين الصحافية بالبنط الطويل العريض.. عن مسؤؤل كبير يعاقر الشاي فجأة وحبتين خمير في ركن بوفية مغمورة بكريتر خالية من المرتادين, ومعها صورة تذكارية ضخمة مصحوبة بابتسامة مريبة تناقلتها مواقع الإعلام الإليكتروني بسرعة البرق كسبق صحافي مذهل هو الآخر لا يحدث إلا في زمن من لاشغل لهم ولا مشغلة, وكأن الناس مغفلون لا يفرقون بين الإنجازات الوظيفية الجادة وبين تكلف لا ينفع الناس.

منذ التقط خالد بحاح لنفسه صورة سيلفي في مقهى لبيع الخمير(باخمري) بالمكلا قبل سنوات والإعلام يتهافت ويهبط إلى الحضيض, ورؤساء الحكومة يلهثون خلف أضواء التلميع الوهمية الزائفة لترقيع اخفاقات وركاكة ادائهم المهزوز.

فقد اقتفى معين عبدالملك إثر بحاح بالأكل دفعة واحدة في مخبازة شهيرة في صيرة- كريتر.
مع فارق إن البحاح فعل ذلك بعد مغادرته الحكومة وليس كما حدث من قبل ومؤخراً قبل يومين بصورة متكلفة أكثر تكشف كيف أن منصباً كبيراً في الدولة كرئيس حكومة فقد أهميته ووجاهته بأصحاب العقليات الصغيرة.
وتحول إلى بروباجندا مظاهر شكلية فاضية وإهدار ومضيعة للوقت وشغل الناس بالسفاسف, وليست وظيفة وتفاني في خدمة الناس أو احترام عقولهم ومشاعرهم أقل شيء.

دعاية شخصية يتكلف أصحابها جذب انتباه الناس فقط بأي صورة وأي ثمن حتى لو لم يكن أداؤه مقنعاً ولا هو مقبولاً مثل الذي غنى في وادي الجن.

وغداً صورة على سيكل وبعده سباحة بالشورت وأدوات الغوص على الشاطئ في رحلة ونزهة شخصية مستفزة لمشاعر الناس المطحونين في أكلهم وشربهم.
قد تكون هذه مظاهر طبيعية اعتيادية يمارسها الكبير والصغير في وقت آخر, أو تبقى ممارسة خاصة بدون تكلف التقاط ونشر الصور والتسويق الشخصي المبتذل أمام الرأي العام, لكنها في أوضاع وظروف الناس الحالية كالذي يغني في مأتم وجنازة ميت ومن أشخاص غير مكترثين بأحواله.

ماذا حصل للناس في اليمن وعدن بوجه خاص, ألفقير يصاب بالجنون والإكتئاب والأمراض الذهنية بسبب حالته, والغنى المفاجئ والثراء الفاحش والقفزات الصاروخية المفاجئة للمناصب تصيب البعض أيضاً بفقدان العقل والإتزان وهستيريا وحب ظهور عجيب غريب لا ينضبط بإيقاع ولا بروتوكول ولا عرف مهني واجتماعي.
هل تعاطي رئيس حكومة حدث صحافي يستحق السبق والصدارة أم كارثة تدل على لا شغل ولا مشغلة, لا للصحافي ولا لصاحب الصورة على طريقة المقال التنظيري الشهير عن مناضل قومي كبير كان يشرب الشاي بالحليب قبل عامين في إحدى مقاهي مدينة تعز الذي تحول إلى بطل أسطوري بقلص شاي فقط فكيف إذا تناول وجبة غداء نضالية فخمة من أموال المساعدات الإنسانية والسلل الغذائية.

نتفهم كيف إن شرب الشاي في المقاهي والكافيهات عند خلوها من الزبائن يساعد على تنمية القدرات العقلية للحكومة في التركيز على مشاكل وهموم الناس.
أما أن تكون هذه العادة دلالة على بطالة أي حكومة لا تجد ما تقوم به عملياً لقضايا الناس, فذلك واحد فقط من ألف تفسير وتفسير..
رحم الله الرئيسين سالمين والحمدي الذي حاول بعضهم تقليد تصرفاتهم في المظاهر الخارجية فقط باعتبارها من حوائج وفلافل الزعامة, أما الممارسة والذمم فأبعد عن المقلدين كالمسافة بين السماء والأرض.