آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-08:39ص

هل لنا بقليل من ضمير (آرون بوشنيل)

الإثنين - 04 مارس 2024 - الساعة 08:49 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص
- ارشيف الكاتب


جندي الجيش الأمريكي الذي قرر أن يعلن رفضه كإنسان وكجندي أمريكي قادته شركات الاحتكار العابرة للقارات إلى أن ينظر إلى خارج وطنه وأسرته ليشارك في حرب هدفها إبادة شعب وانتزاعه من أرضه وتحويلها إلى مستعمرة تسهر على حماية وحراسة مصالح تلك الشركات النهبوية الأمرو أوروبية.

جندي سلاح الجو الأمريكي انتزعت إرادته وحريته ولم تنتزع من أعماقه إنسانيته وضميره الذين استيقظا على حقيقة قذارة وشوفينية الحرب على شعب فلسطين ومقاومته، حرب لا تقرق بين مدني ومقاتل ولا تراع حرمة طفل وأم وشيخ وهي تضعهم في مواجهة الموت تشريداً وتجويعاً وتقتيلاً.

فلم يجد ذلك الجندي الأمريكي طريقاً يعبر بها عن رفضه وبراءته من تلك الحرب البربرية العنصرية البغيضة غير إحراق نفسه أمام سفارة تل أبيب في واشنطن وطنه.

حمل ذلك الجندي الضمير تلفونه ليوثق شهادته قبل لحظات من إحراق نفسه بكلمات تدين وتكشف وتعري هذه الحرب مديناً فيها قتل الأطفال الفلسطينيين، ومنادياً بحرية الشعب العربي الفلسطيني وحقه في البقاء والعيش قائلا  (لن أكون متواطئاً في الإبادة الجماعية بعد الآن) لينهي كلامه أمام بوابة سفارة تل أبيب في بلاده أمريكا (الفاشية). وهناك تحديداً صب على رأسه زجاجة مليئة بمادة مشتعلة وبكل تصميم وحسم واقتناع بما يقوم به من عمل متطرف اخرج من جيب سترته العسكرية قداحة وأشعل النار من أسفل قدمه حتى يجد فرصة ليقول كلمة الفصل في هذه الحرب ، وليعلن مظلومية شعب حكم عليه في ظل صمت وخنوع من حكومات العالم، منادياً بحقه بالعيش والحياة بحرية وأمان واستقرار.
اشتعلت النار ولم تنطفئ إلا بانطفاء روح ذلك الجندي الأمريكي الإنسان.

مات جندي البحرية الأمريكي ولم ولن تموت رسالته التي كتبها بلحمه ودمه. لا أمام  البيت الأبيض ولا البنتاجون وإنما أمام السفارة الاسرائيلية بواشنطن  ليقول أن ما جرى ويجري للشعب الفلسطيني من إبادة وتشريد وتجويع إنما يرسم في هذه السفارة ويصدر من خلف مكاتبها كل المؤامرات والدسائس التي تتجاوز مخططاتها حدود وطن الشعب الفلسطيني إلى كل خارطة الوطن العربي البرية والبحرية والجوية.

رسالة لا ينتظر من الحكومات المأجورة والعميلة والمتآمرة أن يستوعبوا كلماتها وسطورها، وإنما يعول في فهمها وبقائها على كل الشعوب الحية على الأرض وعلى الأقلام الشريفة والرؤى العظيمة لكتاب يزخر بهم العالم الحر اليوم والى ما شاء الله .