آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:37ص

صنائع المعروف

الأحد - 03 مارس 2024 - الساعة 11:56 ص

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب




كنت جالس بركن الحافة بعد صلاة العصر ، وخروجي للجلوس في ركن الحافة اصبح نادراً نظراً لسرعة مرور الوقت واقتراب موعد صلاة المغرب لأني اغلب اوقاتي إذا لم يكن معي عمل اقضيها في البيت بين قراءة وتدبر للقرأن الكريم وتفسيره او متابعة بعض الاخبار في بعض المواقع وقِراءة بعض المنشورات من هنا وهناك ، المهم صادف اليوم وانا جالس في ركن الحافة مرور سيارة انيقة وفجأة توقفت تلك السيارة امامي ونزل منها شاب وسيم بهي الطلعة وجاء وسلم علي بحفاوة فرديت عليه السلام وإذا به يقولي كيفك ياعم احمد مريسي طبعاً حتى تلك اللحظة انا لم استطيع التعرف على هذا الشاب الذي فاجئني بمعرفته لي وانا حتى تلك اللحظة لم استطيع التعرف عليه وإذا به يحدثني ويقولي مالك ياعم احمد ايش ماعرفتنا٠! ورديت عليه وانا مبتسم له بصراحة ما عرفتك يأبني ، وقالي حاول تذكر ياراجال ياطيب ياراجل ياشهم ياراجل ياأصيل ، احرجتني واخجلتني تلك العبارات الذي يصفني بها وانا لم استطيع التعرف عليه وبدأت افكر بأن الوقت يمر وانا محرج منه لأني اريد الذهاب إلى المنزل لأخذ الوضؤ من اجل الذهاب إلى المسجد استعداداً لصلاة المغرب٠

فقلت له اعذرنا يأبني سوف اذهب للبيت من اجل ان آخذ الوضؤ لأني تعودت الدخول للمسجد قبل صلاة المغرب بوقت ، فأمسك بيدي وقالي انا عرفتك بسرعة من ملامحك التي لم تتغير كثيرا ، سوف أقولك من انا ، انا ذلك الشاب الصغير الذي كان يريد السفر إلى البحرين وكانت إجراءات السفر معقدة ومطلوب إعفاء من التجنيد وإجراءات كثيرة معقدة ، انا قريب صديقك المرحوم الحاج حسين بن شرحي اليافعي صاحب دكان بيع الكهربائيات تحت مسجدالنور بالشيخ عثمان ، وانت كنت مسؤول في شرطة الشيخ عثمان وكانت لك شخصية قوية تحظى بكل الثقة والإحترام ولك علاقات واسعة ، فأنت من ساعدتني واخرجت لي الإعفاء وجواز السفر وسافرت إلى البحرين بفضلاً من الله ثم بجهودك التي بدلتها انت واصدقاءك واذكر منهم محسن محمد عسكر واحمد ناجي الحالمي ومصطفى القاهري وعلي مقبل عباد وأخرين ، فعلاً تذكرته وقلت له خلينا نذهب للصلاة وبعدين بانكمل حديثناً وفعلاً جنب السيارة بركن الحافة وذهب معي إلى المسجد٠

وبعد ان انتهينا من صلاة المغرب وطلب مني انا اخرج معه لتناول وجبة العشاء فأعتذرت له وقلت له خليه مرة ثانية فاخذ رقم تلفوني واعطاني رقمه وطلب مني اي خدمة يؤديها لي فشكرته ولكنه عاود وقالي ماذا تعمل حالياً ياعم احمد قلت له مدير عام في إحدى الوزارة الحكومية ، قالي هذا قليل في حقك انت وامثالك من الموظفين القدماء والذي خدمتوا الدولة في اصعب واحلك الظروف كان ينبغي ان تكونوا في سدة القيادة نظراً لما تتحلون به من وطنية واخلاص وحب لهذا الوطن و لخبرتكم ونزاهتكم وكفاءتكم ، واختتم حديثه معي وهمس لي في اذني وقال لي انا اعرف الكثير ولي علاقة بشخصيات سياسية وقيادات كبيرة سوى كان في الشرعية او في الإنتقالي واريد ان ارد لك الخدمة والمعروف التي خدمتني بها وماجزاء الإحسان إلا الإحسان انت تستحق اكثر مما انت فيه حالياً ، فأبتسمت له وقلت له انا اؤمن بأن التوفيق من عند الله وانه هو من يدبر الأمر وهو يعز من يشاء ويدل من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب ، وشكرت له مشاعرة الطيبة نحوي وتبادلنا التحايا وودعته وهو يؤكد لي انه سوف يأتي لزيارتي٠

#المريسي٠