آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:52م

الانتقالي وسيلة

السبت - 02 مارس 2024 - الساعة 09:45 ص

محمد عبدالله الموس
بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبدالله الموس

لا تخلو مختلف اللقاءات والمنتديات والدواوين، وحتى الكافيهات والقهاوي، في طول الجنوب وعرضه، لا تخلو من الحديث في الشان العام الجنوبي، وكثير ما يصادف احدنا طروحات ما انزل الله بها من سلطان.

في احد هذه اللقاءات التي تصادف وجودي فيها علق احدهم ساخرا بالقول (يبدو ان حافلة الانتقالي امتلأت ولم يعد هناك متسع للآخرين) فرددت عليه بنفس السخرية (اذا كانت حافلة الانتقالي امتلأت فمركب الجنوب يتسع للجميع).

هناك خلط غريب لدى بعض مثقفي الجنوب بين كون الانتقالي وسيلة سياسية تحمل المشروع الوطني الجنوبي وبين كون الانتقالي هو الجنوب، وهناك خلط اخر بين كون الانتقالي أداة سياسية جنوبية وبين كون الانتقالي سلطة يتم تحميلها عجز جهاز الشرعية بكل ادواته.

الواقع ان الإعلام المعادي للجنوب نجح الى حد كبير في التأثير في أذهان الفئة المثقفة الجنوبية، التي يسميها علماء الاجتماع (الانتلجنسيا) وغرس في أذهان الكثير من هذه (الانتلجنسيا) ان الانتقالي هو المسؤول عن معاناة ابناء الجنوب.

هذا مع ان القاصي والداني يعلم ان معاناة الجنوب، ارض وانسان، تراكمت طوال السنين الماضية وشهدت اقساها سنوات ما بعد غزو ١٩٩٤م ثم سنوات الحرب التي لا زالت تشتعل في ارض الجنوب حتى اللحظة.

الانتقالي ولد من رحم حراك جنوبي امتد منذ ١٩٩٧م في قاطرة الجنوب العربي حضرموت، وشهد عنفوانه في ٢٠٠٧م في عاصمة الجنوب العربي(عدن).

هذا الاطار السياسي الجنوبي الذي ولد في مايو ٢٠١٧م - وكان لمعظم ابناء الجنوب شرف المشاركة في ولادته وتأييده - هو الذي نقل القضية الجنوبية الى اروقة السياسة، في الإقليم والعالم، وغني عن القول ان ميادين السياسة اصعب واشد قسوة من ميادين القتال، فميادين القتال ترى خصمك وجها لوجه، اما ميادين السياسة فهي بحر متلاطم ملئ بالمفاجآت القاتلة.

المجلس الانتقالي الجنوبي هو خيمة الجنوب في خضم انواء سياسية عاصفة وعلينا ان نسند الحامل السياسي الجنوبي في خضم معركة السياسة التي يخوضها، مهما تباينت رؤى بعضنا حول بعض التفاصيل، فتعدد الرؤى ظاهرة تشهدها كل المجتمعات لكنها لا تصل حد التفكير في هدم المعبد على رؤوس الجميع.

نحن لا نملك ترف الوقت للحديث عن بدائل كما يتوهم البعض حتى وان راهن الخصوم على دكاكين المناكفات، وكفى.

عدن
٢ مارس ٢٠٢٤م