آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-11:41م

ثورة فبراير اخر عهدنا بالحرية

الجمعة - 23 فبراير 2024 - الساعة 10:27 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


مفهوم الحرية ليس أن تتجول كما تشاء أو تقول ما تشاء ، ولكن الحرية هو يقين ان تستطيع أن تفعل ما تشاء ..

إذن ساحكي القصة منذ البداية ، أنا أن سكت زماني حكاها ، قصة تفنّد كيداً بقوة ، ومكراً تزول منه الجبال ، قصة شعبي بهذا الوطن ، وهذا الخراب وهذا العفن ، ساحكي كيف تنادى العوز ، وكيف خلع الفقر حشام العفة ، وكيف هتك الستر ، سلوك التسول ، وكيف تهاوت قلاع المبادئ وكيف تلاشت حصون القيم ، وكيف خضعت رؤوس الكبار ، لقص النواصي ودون ثمن ..

فيا ثوار الافك والتلفيق ، ويا نوادر الخيال ، ويا اساطير الورق ، ويا احجيات المجون وياشعارات المرتزق .
- من انتم - ؟
وبأي صفحات سيكتب التاريخ هذا العار الذي تسببتم به ،
ان ثورتكم يا من اصممتم آذانا بشعارات ، من لا يهاب صعود الجبال ، انتم من جعلتمونا نعيش بين الحفر .

ولهذا ساتحدث بكل شفافية وبكل وضوح عن ثورتكم المأجورة ، كيف اقنعتمونا بأنكم إخوة يوسف وكيف تناسينا انكم من ألقاه في البئر .
لهذا فعليكم أن تعلموا أن البئر الذي القيتمونا فيه هو أول خطى القصاص واستعادة الحقوق .
فيجب أن تعلموا أنه لم ينتهي الأمر إلى أن قبضتم الثمن حين بعتم ثلاثين مليونا نسمة ، وعشتم في رغد بعيدا عن معاناته ..

يا ابواق فبراير ، لماذا خرجتم من مغارات الملق ، فقد كسيتم مساحات العز عتمة ، ماذا جنيتم سوى أن جعلتم الشوك في كل لقمة ، فيا نذيري الوبال عن أي ثورة تتحدثون ، هل هي تلك الثورة التي جعلت من الراتب تهمة ، هل هي التي جعلت الغلاء فوق أعناقنا حبلٌ من مسد ، عن أي ثورة تتحدثون عن تلك التي أضحى راتب الفرد لا يشري له من القمح قطمة ، ام تلك التي جعلت من الراتب هماً وتهمة ،
أم تلك الثورة التي طالت حقوق الالاه وشرائع دينه حين جعلت من شهر رمضان المبارك كابوس وطيره ، وكاننا نريد أن نعيد النسي وما ادرانا ربما الاغلبية ستعيد النسي ، وان كان زيادة في الكفر ، واي كفر اشد مما نحن فيه ، ناهيك عن توابع ثورتكم ، تلك الابتسامة التي لن تجد مساحات على شفاة اطفالنا بعيد فطر كان اوله كابوس ونهايته حرمان ، فماذا سيكون جوابكم لرب العباد ، يوم أن تجدوا ما عملتم حاضراً ، يوم لا يغادر الكتاب صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها ، عن أي ثورة تتحدثون هل هي تلك التي انتقت من الشعب ثلة ، وجعلت نصف الشعب يموت الف مرة ، ونصفه الآخر مغيب لا ينطق كلمة ..

نعم عشنا بعد ثورتكم إبادة جماعية ومن كتب له النجاة اشترى بما تبقى من دماه ، عجزه الخائب ، ودمع اساه ..
فيا مسيحي السياسة لم تبقوا للشعب اي نبضاً ثابت ولا تفكير سليم ، ولا فراسة ولا حدس لقد اوصلتم الشعب إلى أسوأ حالات التدني ، والتحاف الكوارث ، وفرش المجاعة .

فلن ينتهي الأمر ببيعكم ضمائركم ونزعكم حياء المرؤة ، سيأتي ذلك اليوم لا محالة الذي ستنصت اذانكم لمطارقة العدالة وتجزع نفوسكم من حد القصاص .
فحينها ستحل نفسها يا سيد ..!؟