آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-11:23م

عندما يرحل الطيبون بصمت؟

الخميس - 22 فبراير 2024 - الساعة 06:07 م

سليمان العطري
بقلم: سليمان العطري
- ارشيف الكاتب


منذ ثلاثة ايام رحل عن دنيانا الفانية الرجل البشوش الطيب واصل الرحم الذي كان يتفقد الجميع ويسأل عن الجميع ويقطع المسافات الطويلة ليصل رحمه ويسأل عن أحوال أسرته الصغيرة والكبيرة واقاربه الرجل الطيب  الشيخ فضل علي شعواط العاطفي رحل عنا بصمت القامة السامقة والرجل الكبير بأفعاله العظيمة المبتسم دائما في وجه الجميع الرجل الخدوم المضياف والسياسي المخضرم الأنسان بكل ماتحمله هذه الكلمة من معاني عظيمة؟

يشطرني الوجع ويفتك بنا الفقد لفداحة الخسارة التي لحقت بأرواحنا المجبولة على الحزن إلا من ومضات قليلة , كانت تشعرنا أن الدنيا لم تزل بخير...

بين الرثاءات نمضي أيامنا وحيدين وبين تناوب الملمات نسقط كفرائس وقطيع من حزن وهزائم متناوبة لنخسر حبيباً هنا..... روحاً هناك.... وقلباً مكتمل البياض والبهاء في البعيد القريب  , وكأننا بقينا هنا ... لنشهد انطفاءة كثيرين مروا وجنائز متدثرة بسفر من لم تهبه الحياة ما يمكنه من منحنا تلويحة ووداعاً لائقين...

لا أدري أي البدايات ستليق بالولوج إلى حياة إنسان بسيط وقريب من الجميع , لربما كان المثال الأصوب للإنحياز للبسطاء والإنتماء الحقيقي للعدالة والمواطنة المتساوية...

الراحل  المتخفف من وعثاء الماديات والمتخم بصلابة الموقف وندرة الشرف وفرادة الرجولة ..

إنه الراحل البسيط العظيم  الشيخ  *فضل علي شعواط العاطفي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه...

عاش متخففاً من الشعارات, لكنه أتقن تطبيقها ,ليكون الكادح المناضل واليساري المتخم بإيمانه بالله, ذلك الإيمان الذي مارسه دون وساطات وفخر به عباب الزهد  والرضى بأقدار الله ,ليغادر الحياة بأيدٍ متشققة وأيام  بقيت عاجزة عن مصادرة أحلامه بدولة وبلاد قادرة على تحسس أنات الموجوعين وآهات المقهورين , وبقي ذلك الذي عرفناه عصامياً عاف السقوط وآثر التمسك بأحلامه , ليرحل بضمير غير معطوب وسيرة ستظل تذكرني باليساري النبيل والملتزم الذي أتقن الإتصال بالله وأخلص في طقوسه الدينية مدركاً  - دون موجهات غير ضميره وفطرته السليمة - أن ثمة ما ينتظره هناك....

حيث عقابه حق وجزاؤه عدل ، وكذلك عرفه الجميع ، فلم يعهد عنه ومنه ما يخرم مروءته ويثقب سيرته الطيبة....

رحمك الله يا  فضل شعواط  وأسكنك فسيح جناته...

تعازينا الخالصة لأولاده واهله وذويه والى قبيلة العاطفي جميعا ممثلة بشيخ مشائخ قبيلة العاطفي الشيخ  محمداحمدهواش العاطفي

وان لله وان اليه راجعون