آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-07:51ص


مجتمعنا الفقير الأخير ومحكمة الجن الدولية

الثلاثاء - 20 فبراير 2024 - الساعة 10:04 ص

عبدالله القادري
بقلم: عبدالله القادري
- ارشيف الكاتب


مجتمع لازال مؤمنًا بمحكمة الجن الدولية ويطالب بحقه من -العيش -الكرامة وتحسن صرف الدولار. الجمهور في عدن ولحج وفي البلاد من أقصاها إلى أقصاها شغلتهم حكاية الشاب الصبيحي وحواره مع العالم الآخر ، يظهر في فيديو مسجل وهو يُدافع عن نفسه من جيسنيم أبو المجني عليه الجني الشاب في ربيع العمر . العالم المجهول ينسب القضية لصاحبنا الصبيحي الذي كان صادقا من حواره أنّ يده لا تتعدى على حجرا ً في طور الباحة أو ياسمينة في العشش أو ورقة عنب في تراب الحسيني .. تتطول المسرحية بذكرها على لسان المثقفين وحتى الأكاديميين واهتز الكون مصدقا لهذا الجُنون .

أمام هذا يظهر مجتمعنا بأنه وعاء متشبّع بالحكايات الاقاصيص الباطلة .!

ليس من العدل أن يتسبب عالم الجن بمشاغبة الفقراء ويترك الأغنياء يتمتعون بالمال والراحة. قولوا عني ملى الحسدُ قلبك وعينيك، لماذا تنظر إلى الآخرين؟ سأقول لا، ولكن ملء القهر صدري عندما أرى مجتمعنا يقبع في الخانة الأخيرة من البلاء و يتفاعل مع عالم الجن الرقيق .

المجتمع الفقير الأخير مصاب بداء الخرافات بعد عجزه من الوصول إلى الأحلام الكبيرة، مثل أن يصعد على ظهر شاخر بدلاً من أن يصعد على ظهر لاندكروزر... أو يحمل في رأسه ورقة طلسم بدلاً من أن يحمل بطاقة صراف بنكية.
الأكثر مجازفة والأعلى طموحا ً أن يقدم إلى شيخ المملكة ليطلب الزواج من الجن الأنثى موريم ويخلف ذرية منها ... أفكر قليلا ً ثم أعود !

سأقول عند عجزي من الوصول إلى المنى ثمة رجيم من نار أصاب وطن أحلامي... وشتت فكرة أن أقف قويا في وجه الأيام. هذا ليس أنا، أشعلوا فتيل الرقى وانصبوا خيام الذكر... والقيامة ستقوم .

لو كانت فكرة وجود الجن المؤولة حقيقية لما ترك الجن ديار الأغنياء ولم استقبلت ديار الفقراء لتأكل من خشائش الأرض...