آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:16ص

من يعتذر لمن ياحميد الأحمر؟

الثلاثاء - 13 فبراير 2024 - الساعة 10:15 م

عبدالفتاح الحكيمي
بقلم: عبدالفتاح الحكيمي
- ارشيف الكاتب





بقلم/عبدالفتاح الحكيمي.

حتى مع احتفاليته المنتفشة بحركة 11 فبراير الثورية في مقالته الأخيرة بعنوان(في الذكرى الثالثة عشرة لثورة فبراير المجيدة) لم تغادر طروحات الشيخ حميد الأحمر وعقليته منطق الخلط بين القبيلة والدولة وتجيير الأخيرة وتوظيف إمكانياتها ومقدراتها لصالح الأولى.
ألأمر الذي لا يدرك معه حميد إن ذلك كان أبرز محركات الغضب الشعبي طوال أكثر من ٣٠ عاماً ضد تحالف صالح وأسرة والده نفسه الشيخ عبدالله الأحمر, وما قاده من مظالم لا تحصى.

ما تناوله الرجل عن بعض محطات فبراير والصراع العسكري مع الحوثيين وقوله بمؤامرة الرئيس عبدربه منصور هادي أو تواطئه لصالح خصومهم في عمران وفي دماج مسألة تكشف أزمة العقلية الذهنية التي قادت إلى انتكاسة حركة فبراير نفسها وتبخر شعاراتها الحضارية المبالغة حول بناء دولة المواطنة والمساواة المدنية بمحاولة إعادة إنتاج عقلية التحالف القبلي القديم وارتهان الدولة لرغبات القبيلة طوع بنانها كما كان ذلك في عهد صالح وعبدالله الأحمر الأب.

إعتبر كثيرون وأنا أحدهم إن دور أولاد الأحمر الإيجابي في معركة الحصبة ضد قوات الرئيس صالح لنصرة حركة فبراير كان عربون تكفير عن ما ألحقه تحالف أسرتهم القبلي من غبن وظلم بفئات كثيرة في المجتمع وتعويق بناء أسس الدولة الحديثة أكثر من ثلاثة عقود.

لكن حميد الأحمر يكشف خطأ حسن الظن هذا, وأنه ظل بعد ذلك يراهن مجددا مع إخوته على تطويع سلطة وأجهزة الدولة لمصلحة القبيلة, وأكد سعيهم بعد الإطاحة بالرئيس صالح إعادة تشرنقهم كقوة قبلية في معطف الدولة اللاحقة.
أراد حميد وحسين الأحمر بعد حركة فبراير الإستقواء بسلاح الدولة وجيشها وإمكانياتها واستعادة نفوذهم القبلي وسطوتهم القديمة لتصفية ثأراتهم العائلية التاريخية مع القبائل الأخرى والحوثيين المنافسين.

وعندما رفض الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي استقواء حميد و إخوته بالجيش لصالح طرف ضد آخر في نزاع قديم بينهما إلى ما قبل ثورة فبراير تحول بنظره إلى عميل وأدة لتنفيذ مخططات خارجية.

وعلى ذلك يتهم مقال حميد الأحمر الرجل بالنص بمؤامرة إسقاط الشرعية في صنعاء وعمران وكذلك( توجيه وحدات الجيش بتسهيل وصول جماعة الحوثي إلى مشارف العاصمة وتهجير أهالي دماج والتآمر على قبيلة حاشد مع الرئيس السابق, ولم يخجل من مباركة سقوط عمران, كما لم يقم بواجبه في الدفاع عن العاصمة وتآمر على حاميتها العسكرية, وساهم في قصفها, ووجه الوحدات العسكرية ومسؤولي العديد من المرافق والمحافظات بالتسليم لجماعة الحوثي)). إ.ه.

ولا يزال الشيخ حميد يتقمص ويستعير ثوب الدولة عندما يعتبر ما حصل لهم في عمران من الحوثيين سقوطاً للدولة نفسها في هذيان نفسي غريب.
وأن الرئيس هادي كما يفتي مولانا الحميد أبقى الكثير من الفاسدين في مواقعهم(مش راضين بالقسمة كان عليه تسليمهم كامل الكعكة), وساهم في إعاقة الحكومة(ألمفترض تركه لحميد وجماعته يعبثون أكثر).
ولإن هادي فاجأ حميد وغيره بعكس ما أشيع حول ضعف شخصيته فقد(تآمر على القبيلة اليمنية, ومن ذلك التآمر على حاشد هو والرئيس السابق).
 أشياء كبيرة فعلها عبدربه منصور لإنه فقط أعاد حميد الأحمر إلى حجمه الطبيعي بعد محاولاته المتكررة التصرف في عهده كما كانت عليه تطاولاتهم أيام شراكتهم العائلية لسلطة صالح.
ثم أينها أخلاقيات ثورة فبراير الدستورية والقانونية المفترضة في سلوكيات شخص ليس ذي صفة قانونية و دستورية بهذا النزق والتمادي على سلطات الغير الفائض عن الحاجة. 

*  هؤلاء أسقطوا عمران *


قبل اندلاع حركة فبراير الثورية بأربعة أشهر, رمضان 2010م اكتضت احدى مدارس عمران بعشرات المعتقلين الذين استمر احتجازهم التعسفي خلال الشهر المبارك والعيد.
عندما طالب أهاليهم الإفراج عنهم قالت لهم الحراسات بعنجهية إن الشيخ حسين الأحمر مسافر ومشغول بالعمرة في مكة المكرمة.
قد يكون هؤلاء مجرمين وسفاحين وقتلة ولم يروجوا ملازم الحوثي, لكن تحويل مدرسة تعليم إلى معتقل كل تلك الفترة خارج القانون, وعقلية الإستعلاء المقيتة للمعتمرين في بيت الله الحرام أسست مع غيرها من الثأرات والتراكمات العديدة بين الطرفين لما حدث في عمران والجوف ودماج.

تغلغل الحوثيون من وقت مبكر في معقل بيت الأحمر, وبدأ سحب البساط من أصحاب المشيخ قبل تحالفهم المتأخر اللاحق مع صالح.

وأول ما قام به الحوثة هو تدمير منازل آل الأحمر كثأر قديم لمعاملتهم الإماميين آل حميد الدين وعصبتهم في السابق بالمثل على ذمة ثورة سبتمبر التي شوهوا أخلاقياتها بالإستيلاء والنفي والتدمير والمصادرة العشوائية.
لكن أولاد الأحمر لا يمثلون سوى مصالحهم وأخلاقهم الخاصة وليس قيم ثورة سبتمبر أو غيرها.

دخل شيوخ حزب الإصلاح القبليين بعد 11 فبراير 20110م مثخنين بثأراتهم القديمة المؤجلة في عمران والجوف بوجه خاص.
أقحموا الدولة كماكفأة على مشاركتهم في حرب الحصبة بتصفية حسابات قبائلهم مع غيرها.
وعبدربه منصور هذا الذي يجلده حميد الأحمر بسياط الإفك المفترى دون حياء لم يملك يومها سلطة منع طيران جماعة 11 فبراير الحربي الذي قصف بعدة غارات تجمعات قبلية في مديرية الغيل بالجوف موالية للطرف الآخر بسبب نزاع مسلح إندلع قبل أشهر عديدة على حركة فبراير بين جماعتين (إصلاحية وحوثية), فاستقوى طرف منهما على آخر بسلاح طيران الدولة وسلطتها..(قال لك حميد ثورة فبراير) !!.

ومن الذي وعد جماعة معهد دماج ويحي الحجوري بتقديم الحماية لهم من الحوثة ودفع بهم لبناء منشآت ومرافق جديدة ضخمة لدار الحديث على مساحات شاسعة ثم تخلى عنهم, وأسقط فشله الشخصي على عبدربه منصور الذي لم يطرح لهم وجهه وذقنه كما فعل شيخ خارف وإخوته.

جماعة وفرقة دينية بعيدة عن السياسة وصراعات القبائل وحمل السلاح, ثم أكلوا الثوم بفمها في مواجهة جحافل الحوثي المدججة لتخفيف الضغط المسلح عن معقل القبيلة بعمران بأصحاب الوادعي والحجوري.

أقحموا حزبهم صاحب شعارات بناء الدولة المدنية الحديثة في معاركهم البدائية الخاصة غير المشروعة, وضخوا لهم المدد والعدة والعدد آلاف القرابين الزاحفة من تعز إلى عدن وحضرموت ومأرب والجوف وذمار وغيرها, لا تعرف اليوم لهم قبور ولا أشلاء إلى اليوم, ولا يعرف ذووهم وأهلهم بمصيرهم حتى اللحظة..
ولا يزالون بنظر حميد الأحمر في ذمة هادي الذي أنقذ ما تبقى لجماعة الحجوري !!.

لا أدافع عن الرئيس عبدربه منصور الذي أدار سلطة الدولة ومقدراتها لمنافعه القروية الضيقة على قاعدة( أللهم نفسي وشلتي وأصحابي وأحبابي) لكن ما أورده حميد الأحمر من تضليلات ومغالطات مخزية في وقائع مشهودة ومعروفة بالضرورة بهتان كبير على حقائق التاريخ وتزوير يستخف بعقول الناس ولا يحترمها, يحاول من خلالها حميد الأحمر تلميع نفسه والركوب على موجة حركة 11 فبراير المختطفة.

فأراد تبرير انتكاستهم العائلية الخاصة جزاء أفعالهم, باعتباره اليوم بطلا كان يعول ويراهن عليه الناس.
لم تنتكس رأية حاشد وإنما انطفأت انتفاشة بيت الأحمر فقط التي يعتبر الشيخ حميد إنهم هم حاشد, و حاشد لا شيء بدونهم.

والأيام دول يا حميد, لا هزيمة دائمة ولا انتصار أبدي في المعارك الشريفة لمن أراد تقييم تجربته الخاصة ومحاسبتها لا البحث عن شماعات لمعارك مسمومة أرهقت وفتكت بالبلاد والعباد.
وأفضل ما في هذه الإعتمالات والخضات هي تخلص اليمن من مراكز القوى التقليدية القبلية والعائلية المعيقة لتقدم ونهضة اليمن كبيت الأحمر وصالح التي لم يستفد بعضهم من الدروس.
وسوف يتبعهم الحوثي إلى المصير ذاته وأسوأ بكثير بنهوض وعي وضمير وتكاتف الفئات والقوى الأخرى المفككة في مواجهة مشروعه الظلامي الغاشم بعد خلاص اليمن من الهمجية المريضة.

* منشار حميد والرئاسي *

نسي حميد بن عبدالله الأحمر كيف أتاح عبدربه منصور هادي لجماعته الحزبية بعد انتقاله من صنعاء إلى عدن يناير 2015م العبث الفظيع بمقدرات وسلطة الدولة والمناصب والوظائف القيادية العليا وذات المزايا المالية المغرية وشبكات المنافع التجارية المتشرنقة في جهاز الشرعية إلى اليوم.

ولم يتذكر لعبدربه ألا ما كان حميد وإخوته السبب الرئيسي والأول والأخير فيه كسقوط عمران بغرورهم واستعلائهم وحماقاتهم ونزوح طلاب معهد دماج وعائلاتهم بسبب استغلال حسين الأحمر لهم في تصفية حساباتهم القبلية والعشائرية الخاصة مع الحوثيين.
لم ينس حميد في منشوره الإنشائي الطويل والممل إبتزاز مجلس القيادة الرئاسي والتشكيك في شرعيته, وتهديده ضمنا بعودة عبدربه منصور هادي, وكأن الآخرين يشابهونه في عقلياتهم بالتباكي على نفوذ وسلطة ضائعة, بعد أن أصبح لا في سلطة القبيلة ولا الدولة معتمدا على عادة النزق والتنطع الشخصية فيه.

لم تكن بمستوى ما تدعو إليه الآخرين لإسداء النصح المصحوب بالإبتزاز لمجلس القيادة الرئاسي أو غيره.
أما تذكير حميد بمهمة المجلس الأساسية في استعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب فلا يقتصر على الحوثيين بالسلم أو الحرب.. ومعهم من اختطفها من الباطن واستغل السلطة والوظيفة والمال العام أشخاصا وأحزابا  للثراء غير المشروع والتهرب الضريبي ولصالح شركات واستثمارات مشبوهة الخاصة, وباسم شرعية 11 فبراير المفترى عليها.