آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

عبدالمجيد الصلاحي..قصة كرم منسية تستحق أن تُروى

الأحد - 11 فبراير 2024 - الساعة 10:19 م

احمد مهدي سالم
بقلم: احمد مهدي سالم
- ارشيف الكاتب


في أحضان مدينة جعار الحبيبة التي تضم أطيافا شتى من المودة الخالصة ، والتجانس المجتمعي الجميل.. نشأ شاب خلوق ،محب للخير ،ميال إلى الكرم..تؤلمه مناظر الفقراء ، وتزعج ضميره صرخات المعوزين و المتسولين فتحركت في دواخله نزعات كرم ومحاولات عمل شيء، أو أشياء تساعد هؤلاء الفقراء ، وترسم الابتسامات على وجوههم.
الشاب اسمه عبدالمجيد حسين الصلاحي خلوق ،طيب المعشر ،نظرته الإنسانية لا تعرف الألوان ،يتعاطف مع كل محتاج.. سافر واغترب في عدة بلدان.. وأبرزها أمريكا ، ونسج علاقات مع رجال أثرياء، كرماء يقدمون مساعدات للفقراء والمعوزين فطرح عليهم أفكار دعمهم ومساعدتهم بالمواد الغذائية والمبالغ النقدية وبناء البيوت لمن حالته تتطلب وجود مكان إقامة محترمة لأسرته .
مجيد الصلاحي يمتلك كاريزما في التواصل الاجتماعي ،وإقناع بعض رجال المال في الخارج بتقديم عدة مساعدات للفقراء والمحتاجين بعد أن يكون قام هو وفريقه بالنزول في جعار وعدة قرى أخرى بالتقاط صور وفيديوهات للأسر الأكثر تضررًا ممن تخطئهم أعين المنظمات والسلطات ،وهم في مسيس الحاجة إلى الدعم الغذائي أو النقدي أو بناء بيوت ..منذ سنوات عديدة سمعت عنه الكثير ، وعن شدة التزاحم أمام بيته ..يقصده طالبو المعروف على أمل أن يظفروا بدعم منه، ويتحقق معظمه .
وكنت عرفته من ثلاثين سنة..وقد جمعنا به حب نادي خنفر الذي كنت معه لاعب كرة قدم في الفريق الثاني فريق الشباب لكرة القدم ،ثم نجمًا وقائدًا ومدربًا لفريقه الأول في كرة الطاولة ، وفريق الناشئين ،ثم مسؤولًا عن الثقافة والإعلام في إدارة النادي ،ومعها كنت إعلاميًّا رياضيًّا معروفًا..كان وقتها يحب ناديه خنفر ،ويشجع ويدعم اللاعبين قدر ما يتوفر له.
بفضل أعماله الطيبة وتنسيقاته الخيرية اسمه يتردد بين الناس بإعجاب ..هو من بين أبرز رجال الخير في جعار مديرية خنفر ، وربما أبين ..ممن يعملون في هذا المجال منذ عام 1998 حتى اليوم ..يقدمون مئات المساعدات دون تصوير وإعلام ..سكاتي كما يقولون ..هو يكره الأضواء ، وكذا أصحابه في الخارج ممن يرسلون عبره المساعدات ..فقلت في نفسي: هذا الشاب أمره عجيب ..عدة سنوات من العطاء المخلص ،المحب المتدفق بالخير ..وهو يرفض أن يطلع أي خبر عنه..بينما من عندنا من أحزاب أو شخصيات محدودة الدعم إذا عملت حاجة بسيطة جلبت الكاميرات و أقلام الصحفيين ..مما يعني أن عبدالمجيد الصلاحي فيما أعرف ظاهرة فيها من الندرة الشيء الكثير..حرصت على التقائه في جلسة عابرة تحت شجرة ظليلة في عصرية شتوية لطيفة أمام بيته في جعار ،وتناقشنا في الموضوع ،وقال هذا طبع في نفسي..أفضل أن نعمل في صمت ..وأراني في جواله العديد من الحالات التي دعمها بالصوت والصورة ..نرى ونسمع إشادتها بمثل هذي الأعمال الخيرية وأصحابها..وتحايلت عليه أن يحول لي بعضها لأتابعها في البيت بتركيز..
شاهدتها ،وشعرت بفخر أن مدينتنا جعار تضم هذه القلوب الرحيمة ، والجهود الخيرية النبيلة مثل عبدالمجيد الصلاحي..
تحية مودة وتقدير كبير لهذا الشاب..الإنسان الذي كرس ، ويكرس جهوده جهوده لأعمال الخير ،وخدمة الناس المحتاجين دون ضجيج إعلام،أو عدسات تصوير مع تقديرنا و احترامنا لكل جهد خيَّر ، وكل عطاء نبيل يخدم الناس المحتاجين لا سيما في مثل هذه الظروف القاهرة ،الطاحنة لشرائح المجتمع من الفقراء ،ومحدودي الدخل .