آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

فلكلور لن يتكرر ولا ينتج مثله

الأحد - 11 فبراير 2024 - الساعة 04:38 م

احمد عبدالقادر البصيلي
بقلم: احمد عبدالقادر البصيلي
- ارشيف الكاتب


سابقنا الاسفلت بمركبة صديقي، العزيز احمد ذيبان من عدن الى عزافه وسبقتنا روحينا في ليلة خميسية بهيجة اليها قبل ان نصل بباحة السهرة الطرابية بزفاف حفيد الصبيحي ردفان بفلكولور الصبيحة الشعبي ودانها ا العتيق كانت بداية سهرة فرائحيتنا زفاف حفيد محمود ونجل الغائب المرحوم عبدالولي بفن الصبيحة العتيق الذي لن يتكرر مثله ولن ينتج ما يشبهه من بعده.
ابداع عبثت به ايادي وغيبته افكار وانتقصت منه اناس لا قيمة للفن في سيكولوجيتها و بنظرتها الدونية لتاريخ وبجهال بأدب وموروث وفن الصبيحة وفلكلورها الشعبي
بتنوعاته وتعدد اشكاله ابرزها( الركلة الشعبية) المتناغمة مع الدف والمزمار وصوت الدان في توزيع فني رائع تتناسق حركات الاجساد الراكله بخفة بديعة مع نغم الدان
ركلت بعد عشرين سنة
نعم حاولت التهم وريقات القات سريعا للحاق بصفوف اللاعبين مع صوت الدان الشعبي للشاب العرار المجدد للموروث الشعبي الصبيحي الذي يكاد يندثر لقلة رواد هذا النوع من الموروث الشعبي الصبيحي... في مرحلة قاتمة بلافن..
لم نعد نسمع امسيات من هذا النوع هنا وهناك لعشرين سنة خلت الا ليلة مثل هذه قبل نحو اربع سنوات بمدينة الفيصل بتبن بحفل زفاف نجل محافظ لحج اللواء احمدعبدالله تركي...
في منتصف حفلتنا الساهرة اعتذر عمنا محمود الصبيحي لمغادرة السهرة لمن كان بجانبه ومرر بجانبي في طريق مغادرته وهمس لي اعتذرمنكم جميعٱ اشعر بارهاق واعياء
تمنينا ان لا يغادر قلب المكان . لكن حالت بقاءه بيننا اعياء وجهد بذله من بداية النهار لترتيب فرايحية حفيده ردفان وتمنيت ان لايغادر ويشاركنا ركلة داننا الشعبي
ولا ادري هل يجيدها ؟!"
غادر السهرة محمود واستمرت ليلتنا الطروب التي افتقدنا مثلها ولسنين طويلة .
في قلب السهرة تسمر جسدي على متكأي بين الحضور ذهبت بعيدٱ وانا الوك وريقات القات في مكان يملوة الدان والرقصة والناس والطرب.
ذهبت بعيدا بعيدا من مكان وزمان السهرة خرجت من دائرة الحاضرين جلت بذكرياتي في شريط لاينتهي شريط دان وطرب شعبي في بلاد الصبيحة واحة من الذكريات وجدتني اتجول فيها وفي دهاليزاحداثها الممتعة في ذاك الزمن الجميل.
حبة عنب خلو لي وتفاحة الليم يابن صالح لكم شلوه حبة عنب خلو لي و
احمد سويد واحمد صالح و سواده وجعفر سويد وال البشع وو وقائمة فن وابداع وادب شعبي وفني جميل لايكرره التاريخ ولن ننتج مثيله او ياتي الينا احد بمثيل لا حمد عوض صعلول او نسمع صوت بهجة مجدد او تتكرر روائع غنائية قندحة..
او دندنة رخدان وهو يتفوه بدرر اشعاره ممزوجة بتناهيد واهات شاعريته.
او صوت الاحمدي الشجي في قلب خور عميرة وهو يتوسط قيثارته الحديدية او ما نسميها في ذاك الان (جريكن ) و اذنه ملتصقة بقيثارته ليسمع ترجيعات همساته انامله وشجائيات اشعاره استذكرت قصة اول ليلة رعب في طفولتي اول ليلة ركلة اشاركها الكبار.
اتذكر فرحتي التي غمرتني ليلتها وانا مادون السابعة من العمر اجاري الكبار في خفة تناسقهم وفي تناغم الدان والصوت والدف وركلة لا يمارسها من في عمري يومها الا مشاغبة طفل وطفل مشاغب
افسدت ليلتي الرائعة وارعبتي اول طلقة نار اطلقها احد الحضور دوت في ارجاء المكان وقلبت الارض ونسفت الجبال كما رأيتها في تلك الليلة
اول طلقة نارية اسمعها بحياتي كلها طلقة فقدتني وعيي وهربت مذعورا ممسكا لاحد طرفي سروالي قصير الكوم لما دون الركبة وبصراخ طفل برئ يرى زلزال قد دمر الارض ولم يعد لبقائه على قيد الحياه الا امه واحتضانها لجسده المرعب واصابع اقدامه المتجمدة لهول ما سمع من دوي انفجار..
ليلة ارتطم جسدي الصغير النحيل بصخرة في طريق هروبي ارتطام هوى بي في ثنايا الظلام ليخدش ركبتاي ومقدمة راسي لكنه لن يعثر او يمنع هروبي من هول الحدث .
شريط استحضرته في ساعة صفاء وصوت الدان والركلة من حولي تمتزج بعبق تلك الذكريات الجميلة التي لاتتكرر ولن تتكرر الا هذه الليلة ليلة زفاف حفيد قائدنا محمود، وابن فقيدنا الغالي عبدالولي ...
الشيخ البشع والشيخ علي احمد قاسم والسويسي لوحة ثلاثية في واسطة المكان والزمان هي ماتبقى لنا من عبق تاريخ وفن وطرب شعبي اصيل على الاقل في ليلة عزافة الفرائحية وبصوت مجدد موروث الصبيحه العرار
اختزلتهم ثلاثيتهم في مشهد بديع ولوحة فنية شعبية وتراث شاعري مع لحن تراثي يعكس جمال الروح وسموا الابداع في فراغ عزافة وبهوها الفسيح..
وجدتني بينهم كما وكأني طفل يعبث بالمكان ركلت بينهم للشاب ردفان ول محمود وقبلهما للحبيب الفقيد عبدالولي الذي غاب قصرًا عنا ولكنه حضر في ثنايا المكان كله في صورة محمود وصقروعلي وعبدالله وهيمان وماجد وقبلهم كلهم حضر في صورة محمود الاب
ركلت بينهم لتاريخ الصبيحة كلها وفنها وفلكلورها الذي رحل بأهله وترك لنا ذكريات وبقايا مساجلات وقصائد ،شعرية مبعثرة في اركان وباحات التاريخ تاريخ واشعار ومساجلات شعبية ومرثيات وغزل ومديح وهجاء وحماسة لا تشابهها اغراض الادب الاندلسي.
ثواني مثل ليلة بكامله امررها الزمن علينا في قلب عزافه وفي حضرة الصبيحي محمود وشعبه الاتي من الفيافي والنجوع ليشاركوه فرائحية ليلته الذي اختار توقيها متعمدا في التأذي بنا وبتذكيرنا بعبق تاريخ وذكرى ودان وماضي ولى وذهب ولن يأتي الا خلصه في شرائط ذكريات