آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:54ص

الإضرابات التربوية ... ونكبة تشرد الطلاب بالشوارع ؟!

السبت - 10 فبراير 2024 - الساعة 03:02 م

عفاف سالم
بقلم: عفاف سالم
- ارشيف الكاتب




يقولون ماتحرق النار إلا رجل واطيها وهذا للاسف مايحصل اليوم فرئاسة الحكومة وكل الجهات المعنية تعاملت ومازالت تتعامل مع إضراب المعلمين بأذن من طين وأخرى من عجين ببساطة لأن أولادهم بمدارس خاصة أو خارج البلاد لهم من الامتيازات ماالله به عليم ونسوا أن المسؤولية أمانة تنوء عن حملها الجبال الراسيات الم يقل ربنا تبارك وتعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا)

الجهات المعنية تارة تتجاهل المطالب الحقوقية فمن حق المعلم أن يكن تبع الدولة والبنك لا أن يزج به إلى البند الرابع بند محلات الصرافة الذي لو كان فيه خير لسبقتكم الحكومة والجهات المستثناه اليه..

وزاد الطين بلة أن المصارف لم تفي بصرف المعاشات التي لا تتناسب ابدا وجرعات الغلاء الصارخة التي فاقت التصورات ودفعت بإعداد من المعلمين للتسول وهذه كارثة ووصمة في جبين حكومة معين وعساها حكومة مبارك تعدل الحال المائل وتعيد الأكاديمي والمعلم لخزينة الدولة وتحفظ لهم ماء الوجه

الحكومة باتت تارة تعطي مسكنات للتهدئة لرفع الاضراب لكن النقابات لا تثق بذلك وتستمر بتجميد العملية التعليمية حتى يتم الرضوخ وترى انه لا يفل الحديد الا الحديد

صار كل طرف يمارس الضغط على الاخر بطريقته فلا الحكومة استجابت ولا النقابات استسلمت وظل الحال كما هو عليه دونما انجاز خطوة ايجابية

والنتيجة أن هناك من يدفع الضريبة دون ان تأبه لهم الجهات المعنية وهم شريحة الطلاب الذين تطحن أسرهم الظروف المعيشية وزاد الطين بلة إغلاق المدارس الحكومية فغدا اغلبهم في الشوارع يتسكعون ومؤكد ان كثير من الشباب في مرحلة الاعدادية والثانوية بسبب التعطيل قد ارتبطوا بشلل ورفقة سوء والطامة ان ادمنوا الحبوب او الشمة او القات او التدخين او انجرفوا إلى الهاوية

الاطفال والشباب غدوا على حال يرثى له من السير في حالة اللاوعي وآخرون اعتدوا بالضرب على امهاتهم او اخواتهم او اصدقائهم او تحولوا لصوصاً لتأمين ثمن الانحرافات

أولياء الامور يكدحون لتأمين لقمة العيش والتنقلات ومستلزمات الدراسة بينما المعلمون مضربون رغم أنهم آباء ويستشعرون الخطر لكنهم لايأبهون والثمن يدفعه الطلاب بالتشرد فابن التربوي ليس بمنأى عن العواقب الوخيمة والمعلم كمدور ابرة ومضيع شريم.

نكرر ياعالم الطلاب في المدارس الحكومية حالهم واقف انقطعت الدراسة وتعطلت الامور والشباب للشوارع او المعسكرات والبنات منشغلات بالمسلسلات ومتابعة الموضات والمبيضات فاتقوا الله فيهم

مؤسف ان المدارس الخاصة تفتح ذراعيها لطلابها بينما المدارس الحكومية تغلق ابوابها وطبعا قلت سابقا انني ضد خصخصات التعليم والاتجار به تحت مسميات ماانزل الله بها من سلطان كونها تقليعة جديدة وافدة للمحافظات الجنوبية تضيق الخناق على الفقير وتقصيه من حقه في التعليم المجاني والسبب الرئيس في عدم التجاوب مع المطالب الحقوقية لكون ابناء الصفوة فبها والغلبان له الله رغم ان شريحة الفقراء هم الاكثر تفوقاً وجدارة في الغالب مع ذلك التجهيل والتضليل يمارس بحقهم لحرمانهم من حقهم في التعليم والابتعاثات ولا نجاة الا لمن رحم ربي فقد نجحت السياسات الظلامية من تأصيل وتجذير الفروق بين الطبقات وقضت على اهداف ومبادئ الثورة

وحقيقة مااظن ان المدارس الخاصة لديها من الامكانيات مايفوق المدارس الحكومية لكنها القناعات والعجلة تسير بنصف مايتقاضاه المعلم بالحكومي

لا اعلم لماذا يهدم المعنيون المعنويات المحبطة اكثر من غرس المحفزات فالمعلم افضل حالاً مقارنة بمنتسبي الامن والجيش والقوات الجنوبية المرابطة من دون مرتبات ولاتقولوا انهم يستلموا بالسعودي ونحن بالفتات اليمني لأن الالف لا يشمل الكل ثم ان صاحب الالف يقضي في الجبهات واحسبوها علاوة خطورة لان صاحبها معرض لفقد حياته في اي لحظة وكم من باحث عن الالف فقد حياته قبل ان يتهنئ بها

ورسالتي للحكومة ان كنتم ترون ان المطالب حقوقية ومشروعة فلماذا تضييع الوقت في المماطلة والتسويف حتى يهدر وقت طويل تحت مسمى الضغط ودوامة الفعل ورد الفعل مادامت الامور ستنتهي حتماً الى توافق

ورسالتي الى الاخوة في النقابات تحملوا مسؤوليتكم وركزوا على الاولويات للخروج بنتائج مرضية فنحن في زمن تدك فيه العملية التعليمية دكا دكا فالفصول مكتظة حد الاختناق والجماعة يوزعون المدارس ليتم الاتجاه للخصخصات والكتب والملازم معدومة في المدارس وتباع في الشوارع والمكتبات وتتوفر في المدارس الخاصة والمعلم يزج به للصرافات وبند المساعدات والوديعات لصرفه عن متابعة التسويات وزاد تضييق الخناق بمغادرة المرتب لأسابيع كثيرة ليتم تعطيل العملية التعليمية وماخفي كان اعطم فعجلة التجهيل والأمية تمضي بقوة

بالمناسبة مدرسة اسماء بزنجبار وزعت امس الخميس الشهادات للطالبات ولفتت مديرتها الى اهمية استئناف العملية التعليمية

بقي أن نقول إن رفع الاضراب واجب وطني وانساني واخلاقي ومهني وتربوي ونصيحتي لا تحبطوا الطلاب ولا تتسببوا في تعقيد المعقد اصلا لكون الاضراب لا يأتي الا لتلبية رغبات جهات بعينها تريد بالجيل انتكاسة وتجهيل والا لسارعة في تلبية المطالب الحقوقية للمعلم الذي مرغت الحكومة كرامته في الوحل لهثا وراء معاشه في محلات الصرافة وليتها هي الأخرى وفت بالتزاماتها نحوه

وقبل الختام اقول للمعلمين أي مكسب سيتحقق وانتم كمن يدور للفائدة ومضيع رأس المال فأنتم كنتم تبحثون عن الزيادات فتبعتها المرتبات وصرتم اليوم تهملون فلذات اكبادكم فما جدوى كل ذلك ان ضاعت فلذات الاكباد وانحرفت في طريق اللاعودة؟؟

وماتنسوا الصلاة والسلام علئ اشرف الانبياء والمرسلين

عفاف سالم