آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-11:47م

السيكل

الثلاثاء - 06 فبراير 2024 - الساعة 09:29 م

سعيد عولقي
بقلم: سعيد عولقي
- ارشيف الكاتب


(السيكل) اول الاشياء التي تتكون في بدايات وعيك الطفولي ابداً لا تنسى.. هي الدهشة اللذيذة الممتعة واول ابواب المعرفة.. كلما يحدث معك للمرة الاولى في العمر هو نقش على حجر كما يقال.. لاينسئ، حتى الطعام الذي تجربه اول مرة، والصحة، والمرض، والعافية.. كل شيء.. ثم اول الحب.. قبلة على فم الليدة لا تنسئ.. وحتى حبك العابر يبقى معك.. ومخبازة عبدالسلام قدام ماركت الشيخ عثمان.. ووجبة مطفاية مع خبز الكرس بالسمن البلدي.. وبسباس الشتني الحراق المطحون برحاة الحجر لا ينسئ.. ثم ان عبدالسلام عندما ازدهرت احواله فتح مطعم جديد سماه"التيسير"قدام بلدية الشيخ، المنسيباليتي.. لا ينساه كل اهالي الشيخ لتميزه وتفرده.. اخذني ابي للغداء هناك.. وصي لنا صيد طري ياوليد من الماركت.. سوق الصيد على الناصية الاخرى المقابلة.. صعدنا الى طابق علوي وجلسنا على "مجالس"على الارض لنتغدى.. اغلب الاواني الفخارية كانت منتجات محلية، الكوز، المطايب، والحرض، وهناك القصيص، افضل قدر فخاري من الخزف لطبخ اللحم بهدوء.
كنا قد مررنا على رصيف الطريق حيث دكاكين بيع المدر.. كل الادوات المنتجة من الفخار والخزف والتي تعجب انظار السواح
(الصورة) لكن لي ذكرئ مؤسفة مع مخبازة عبدالسلام هذه حدثت بعد حوالئ سنة تقريباً او اكثر.. كنت قد رحت مع ابي الئ دكان حاتم بهائي في كريتر لشراء السيكل بيدل ،دراجة هوائية، تطور انتاج السياكل من عجلات المطاط الرفيعة الى السمينة، وسموها دبل تيوب.. كانت اياماً سعيدة على السيكل بيدل طفت فيها بكل نواحي الشيخ وحتى القاهرة.. ثم بدايات عمران المنصورة.. لكن الحوادث المؤسفة تحدث احياناً..وتسطر لنفسها مكاناً في ذاكرة الوعي التي لا تمحئ.. نقش على حجر.. وتركن لنفسها مكاناً تحجزه ضمن محتويات الدهشة واول مايمر بها..
على الطريق المقابل لمخبازة عبدالسلام كنت اسوق دراجتي مسرعاً..ومسرعاً خرج صبي المخبازة حاملاً طبق كبير فوقه انواع اطعمة ليوصلها الى طالبيها.. اخترق حاجز الطريق فجأة.. وبسرعة خاطفة تصادمنا.. صدمته بالسيكل ووقع على الارض.. وتطايرت صحون الطعام بما فيها لتقع على اسفلت الطريق.. وتجمع الناس حولنا.. ولان بلادنا معطاءًة.. ظهر للولد 3 اباء دفعة واحدة.. وجرجرونا الى شوكي الشيخ.. حيث سجلت ضدي بوليس كيسPolice case.. ثم وصل بنا الامر الى محكمة الشيخ عثمان.. تفاصيل لعينة احكيها في وقت لاحق فهي محفورة في ذاكرتي كنقش على حجر.. ووالله ماروح الا قاهو ليل والعشي والصبح وابن عم الليل