آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:17ص

( أنا وحفيدي )

الإثنين - 05 فبراير 2024 - الساعة 09:24 م

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب




مللنا من الوضع المزري الذي نعيشه والعبث الذي يجري في مدينتنا الغالية والحبيبة عدن و نعرف من هم المتسببين والأسباب التي اوصلتنا لهذا الوضع معروفة للقاصي وللداني ، وضاقت احوالنا من الأخبار والمواضيع السياسة التي تُعرض علينا وهي كلها احاديث تدليس وكذبٍ وزورٍ وبهتان وصور ومشاهد حية مرعبة من دمار وخراب وقتل وتشريد ليل ونهار وهي تعرض علينا و على الشاشات والمواقع الأكثرونية ومواقع التواصل الإجتماعي المختلفة والمنشورات السياسية والأقتصادية التي نتصفحها ونطالعها على صفحات الجرائد والصحف والمجلات ، والجدل الدائر والجدال العقيم بين اطرف كثيرة من الناس المهوسين بالسياسة المتحمسين منهم لزيد اوعمر ،ٍ والمتعصبين منهم لحزبه ولجماعته ، والمغالي والمزايد والمرائي ، والمتمصلحين والمنتفعين والمنافقين والمتملقين والمستفيدين من هذه الحرب والصراع الدائر في بلادنا والإقليم والبلدان والدول الأخرى هكذا قالها احد احفادي الذي جاء لزيارتي وكان بجواري يشاهد ويتابع نشرة الأخبار في القنوات الفضائية من هنا وهناك ، فتبسمت له قائلاً اغلق التلفاز وريح نفسك وريح بالك ، لن تجد اخبار غيرها تُفرح ولا تسر ، واستطرد في حديثه قائلاً لي ياجد اليوم انا زعلان ومتضايق حصل لي موقف في الصباح وانت تعرف ياجد اني احب تربية الأرانب في حوش بيتنا وقد وضعت الأرنبة الأم عدد من الصغار ، ولا ادري كيف دخل هذا القط اللعين وخطف احد صغارها ولم اتمكن منه ، فتبسمت في وجه وقلت له انت تذكرنا بموقف حصل لي وانا صغير في طفولتي وكنت مثلك احب تربية الحيوانات والطيور والحمام والدجاج والوز واحب ايضاً تربية الأرانب وسوف احكي لك الحكاية٠

في مرحلة من مراحل عمري وطفولتي ، صباي ، حينها كنت في المرحلة الإبتدائية في الصف تقريباً الرابع او الخامس إبتدائي وانا ادرس في المدرسة الغربية في مدينة الشيخ عثمان مسقط رأسي ، وكان والدي يعمل بحاراً وكان دائم السفر وعندما كان يعود يحضر معه لي كثيراً من الأشياء التي كنت احبها ومغرم بها في طفولتي وخاصة من الحيوانات والطيور والأرانب التي كنت مغرم بتربيتها مثل الوز والأرانب والدجاج والأغنام ، كل ذلك كان ممكن ومتاح لئن حوافينا كانت ترابية وواسعة ومافيش حاجة إسمها عشوائي وكانت الناس بسيطة ومتواضعة وفعلاً كانوا الجيران زي الأخوان عايشين بسلام وامان ووئام مافيش مضايقة ولا حسد ولا احقاد ، كان كل واحد عايش بعد سبيل حاله٠

وفي يوم من الأيام صحّتنا امي من بدري علشان ارتب حالي واستعد للذهاب إلى المدرسة وفي تلك الأثناء سمعت صوت احد الأرانب يصرخ فأسرعت نحو الصوت حيث يتواجد الأرانب وإذا بالقط اللعين اختطف في فمه وبين انيابه احد الأرانب وهو يجري في إتجاه احد منازل الجيران التي كانت مفتوحة وانا معه في حالة مطاردة ، دخل بيت الجيران وانا بعده من غير تفكير ولا حس ولا شعور غير إني اريد ان اخلص الأرنب من هذا القط اللعين ولم انتبه إلى أني دخلت بيت الجيران من غير إذن ولم اسمع في تلك اللحظة صراخ اهل البيت والجيران من حولنا ، المهم انا والقط من بيت لابيت من سقف إلى سقف بين قفزة ونطه وكانت بيوتنا في تلك الفترة بيوت لبن وبنائها على النمط الهندي مخزن ودارة والسقوف كلها متساوية ، و من كثر مطاردتي للقط اضطر إلى ان يترك الأرنب وقفز إلى الجلي لأنه في حينها لم تكن معنا شبكة مجاري حديثة ، فأخذت الأرنب ورجعت به إلى بيتنا ، وكانت امي تنتظرنا بالخيزان هي ومجموعة من الجيران الذين جاؤو يشتكوا بي ، ولأن وقت الذهاب إلى المدرسة ايضاً تاخر كثير ، المهم الأرنب سلم من فك وانياب القط اللعين وانا اخذت علقه معتبرة لازلت اتذكرها إلى يومنا هذا ، ولما عرفوا الجيران الحكاية رجعوا هم من يفرعوا علي و يتشفعوا لي عند أمي علشان تعفوا عني وترحمنا ، والذي كان عندها ضياع اليوم الدراسي أهم من اي شيئاً أخر.

#المريسي.