آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-10:07ص

الرقص السياسي على معاناة الناس

الأربعاء - 31 يناير 2024 - الساعة 11:28 ص

شوقي السقاف
بقلم: شوقي السقاف
- ارشيف الكاتب


تبين أخيراً أن الرقص ليس فقط على خشب المسرح، وانما كذلك على الحبل السياسي ، والسياسيون عندنا صاروا يرتقون أعلى المناصب السياسية والاجتماعية بعدة طرق أما بالمحاصصة او ذوي القربى أو دعوة ( زوجاتهم)لهم ليزدادوا ثراءً، والحكومة عندها جماعة فاشلة وهم كُثرّ والمؤسف إن ارتقائهم الى العمل السياسي أتى عن طريق الحظ.
في هذه الايام صار الفشل السياسي واضح في حكومة الاغتراب وازداد بشكل ملفت للنظر، و(أغلبهم)يمتلكون مجموعة من الصفات السلبية التي جعلت ادائهم سيئاً للغاية، وغلب عليه الأنانية والذاتية وهما صفتان مهمتان متمثلتان بهؤلاء الساسة الفاشلين، وفي الغالب يتحركون حول انفسهم معتبرين أن أفكارهم وأفعالهم هي الصحيحة والمتميزة، ولا يتقبلون رأي الآخرين.
الأجهزة الرسمية والحكومية منهارة وشعب رازح تحت وطأة القهر والظلم والمعاناة، هؤلاء الساسة لا يعترفون بفشلهم ويعدون أنفسهم أنهم منظرين وعباقرة الزمان، علماً إنهم أغبياء سياسة يسرقون يفسدون يتاجرون ويساومون يتنافسون في الثراء وأمام المنح والهبات ويتركون شعبهم ووطنهم فريسة منظومتهم ، يمتهنون صفة الدعارة السياسية ويجيدون الرقص السياسي ولا يخجلون.
للأسف.. حول بعض السياسيين عملية تشكيل الحكومة الى لعبة، فصاروا يتجادلون ويتفقون ويختلفون من سيكون الكابتن، وتارة يتم الاتفاق على أن تكون هناك مفاضلة بين عدد من الكباتن ليكون أحدهم كابتن اللعبة ثم تراجعوا جميعهم وأعلنوا إبقاء الحال على ماهو عليه وعلى حساب آلام الناس ومعاناتهم لهو الرقص السياسي على أوجاع وطن منهك.
لكن مافات هذا الفريق إن هذا الفشل الذي يظهر عليهم ينعكس في ثقة الناس فيهم ويزحزحها للحاق بالحكومة الفاشلة، عملياً كيف يمكن لمجلس يتربع عليه سبعة عقول أن يخفق في إختيار رئيساً للحكومة ، ومن باب الإحراج أن لا يضع نفسة في خانة الفشل، إن هذا التشاطر او التعصب لعمرِ او زيد لن يُوَصِلْ الى تشكيل فريق حكومي يحظى برضا الناس.
ماذا يعني ذلك؟ إن الدوران في الحلقة المفرغة وإن اختيار شخصية مجربة في الفشل لهو اقتراح يولد ميتاً، لم يعد الشعب ينتظر شيئاً جديداً، إذ أنه ارتكب خطيئة كبيرة حين ظن انه منح ثقته في المجلس وكان يأمل منه خيراً خلال تسع سنوات حيث اصبح الشعب فاقد الثقة في السياسيون، لأنهم يجيدون الرقص السياسي على أوجاع الوطن ومعاناة الناس ولا يجيدون الرقص بفن الممكن بالأهداف، وعليه أن يسرع ويحسن الاختيار في شخصيات يجمع عليها الجميع ولها قبول في الداخل والخارج.. وإلا سيختلط الرقص السياسي بالرقص الشعبي وسيكون هناك مولد ماله صاحب.